قصة من واقع الحياة


الحماية الإلهية

ذهبت فتاة إلى حفلة في بيت إحدى صديقاتها، لكنها أَنْهَتْ زيارتها قبل الموعد المحدَّد، وخرجت راجعة وحدها إلى بيتها سيراً على الأقدام.
لم تكن الفتاة خائفة لأن المدينة كانت صغيرة، ويقع بيتها في عمارة تبعد عن بيت صديقتها بعمارات قليلة. وكانت تسير في طريقٍ تُظلِّله أشجار الدردار. وفيما هي سائرة، سألت الله أن يحفظها سالمة من أيِّ أذى أو خطر في الطريق.

وحينما بلغت مَمْشَى في حديقةٍ، كان عبارة عن طريقٍ مختصر إلى بيتها، لذلك قرَّرت أن تسير فيه لتبلغ سريعاً إلى منزلها. وبعد أن بلغت منتصف الممشى، لاحَظَت وجود رجلٍ واقفاً بعيداً عند نهاية الممشى، وكأنه واقفٌ في انتظار مرورها أمامه!

وعندمـا رأتـه، صارت مضطربة، وبدأت تُصلِّي سائلة الله أن يُعطيها الحماية من أيِّ شرٍّ.

وفي الحال انتابها إحساس بالهدوء والأمان يشملانها؛ بل أحسَّت وكأن أحداً يسير بجانبها. وحينما وصلت إلى نهاية الممشى، سارت وعَبَرَت من عن يمين الرجل الواقف، ووصلت بيتها سالمة، ولم يتعرَّض لها الرجل بسوء!

وفي اليوم التالي، قرأت في الجريدة المحلية، بأنَّ فتاة شابة قد اعتُدي عليها في الممشى الذي في الحديقة. وراجعت الفتاة التي كانت حاضرة حفلة صديقتها وقت الاعتداء على الفتاة المذكورة في الجريدة، فوجدته أنه حدث بعد أن عَبَرت هي من هناك بعشرين دقيقة!

فأخذت تبكي، إذ أحسَّت بارتباك بسبب هذه الحادثة، وبأنها كان من الممكن أن تكون هي الضحية. ولكنها شكرت الله من أجل سلامتها، وأخذت تُصلِّي من أجل الفتاة الأخرى الضحية. وقررت أن تتوجَّه إلى نقطة البوليس.

أحسَّت الفتاة بأنه يمكنها أن تتعرَّف على معالم ذلك الرجل الذي كان يقف في نهاية الممشى، لذلك أخبرت رجال البوليس بقصتها.

وحينئذ سألها رجال البوليس ما إذا كانت تريد أن تفحص صف المضبوطين، لعلَّها تستطيع أن تتعرَّف على هذا الرجل الذي رأته في الممشى، فوافقت.

وفي التوِّ، وهي تستعرض صف المضبوطين، أشارت إلى الرجل الذي رأته في الليلة السابقة في الممشى. وحينما أخبروا الرجل بأنه قد تمَّ التعرُّف عليه، انهار، وبدأ يعترف بجريمته وباعتدائه على الفتاة الأخرى.

وبعد الانتهاء من هذه الإجراءات، شكر ضابط البوليس الفتاة على شجاعتها، وسألها إنْ كان لديها أي أمرٍ آخر يمكنهم أن يُحقِّقوه لها.

حينئذ أخـبرتهم، إن كـان في إمكـانهم، أن يسألوا هذا الرجل سؤالاً واحداً كانت مذهولة منه وهو: ”لماذا لم يتعرَّض لها“؟

وحينما سأل الضابط هذا الرجل:

- ”لماذا لم تتعرَّض للفتاة التي عَبَرت أمامك قبل 20 دقيقة من مرور الفتاة الأخرى“؟

أجاب الرجل:

- ”لأنها لم تكن سائرة بمفردها، إذ كان يُحيط بها اثنان من الرجال طوال القامة أشدَّاء، واحدٌ عن يمينها والآخر عن يسارها“!!

+ + +

+ «لا تخف لأني معك. لا تتلفت لأني إلهك. قد أيَّدتُك وأعنتُك وعَضَدْتُك بيمين بري. إنه سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك. يكون كلا شيء مُخاصموك ويبيدون. تُفتِّش على مُنازعيك ولا تجدهم. يكون مُحاربوك كلا شيء وكالعدم. لأني أنا الرب إلهك المُمسك بيمينك، القائل لك: لا تخف أنا أُعينُك» (إش 41: 10-13).

+ «لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك، أنت لي. إذا اجتزتَ في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيتََ في النار فلا تُلْذَع، واللهيب لا يحرقك. لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مُخلِّصك» (إش 43: 1-3).

+ «يُحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك - يقول الرب - لأُنقذك» (إر 1: 19).

+ «خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أُعطيها حياةً أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي. أبي الذي أعطاني إيَّاها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحدٌ أن يخطف من يد أبي» (يو 10: 27-29).

+ «لا تخف... لأني أنا معك، ولا يقع بك أحدٌ ليؤذيك» (أع 18: 10).

+ «أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمانٍ لخلاصٍ مُسْتَعَدٍّ أن يُعلَن في الزمان الأخير» (1بط 1: 5)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis