الأحد الأول من الصوم الكبير
(مت 6: 19-33)


«اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّه»
(مت 6: 33؛ لو 12: 31)

إنجيل قدَّاس الأحد الأول من الصوم الكبير (أي الأحد الذي يختم أسبوع الاستعداد السابق على الأربعين المقدسة)، هو امتدادٌ لإنجيل الأحد السابق له (والذي يُعرَف بأحد الرفاع(1) تجاوزاً) (مت 6: 1-18).
وفصلا الإنجيل هما الجزء الثاني من موعظة المسيح على الجبل، التي استوعبت الأصحاحات من الخامس إلى السابع من إنجيل مُعلِّمنا متى. وقد بدأ الرب موعظته فتوجَّه بفيض تحنُّنه على الطبقات المسحوقة في المجتمع، الذين تواضَع نصيبهم في الحياة، واعداً الحزانى والمتألِّمين والباكين والمضطهَدين من أجل الإيمان بأنهم سيتعزَّون ويفرحون في الملكوت، ومطوِّباً الودعاء وأنقياء القلب وصانعي السلام بوراثة الملكوت ومُعاينة الله، مؤكِّداً على دور المؤمنين به في الكرازة باسمه باعتبارهم ملح الأرض ونور العالم. وطالَب الكل بطاعة الوصية التي أُكملت في شريعة العهد الجديد، والارتفاع إلى آفاقها بمعونة النعمة.

وأدان الرب رياء العبادة والتظاهُر بالبرِّ الذاتي الذي أشاعه الفرِّيسيون من أجل اكتساب مديح الناس ورضاهم. فالصلاة والصوم والصدقة هي ممارسات روحية تُقدَّم في الخفاء إلى الآب السماوي الذي يرى في الخفاء، وهو الذي يُجازي كل واحد كما يكون عمله.

وإنجيل قدَّاس الأحد الأول من الصوم الكبير يستكمل الصورة عمَّا ينبغي أن يكون عليه السلوك الموازي في الحياة العملية اليومية ليعكس التوجُّه الروحي، فلا نسمح بازدواج الحياة.

? «حيث يكون كنزك

هناك يكون قلبك أيضاً»:

اهتمامات الناس تتبع نهج حياتها. والذين يلتصقون بالأرض ويتمسَّكون بالتراب، لا تتجاوز اهتماماتهم حياتهم الجسدية الأرضية ولا علاقة لهم بالسماء والمصير الأبدي. والرب يقول لهؤلاء مُشفِقاً ومُنبِّهاً: أنَّ تعبهم على الأرض هو تعبٌ باطل؛ وأنَّ حبهم وتكديسهم للمال يُسقطهم «في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرَّة تُغرِّق الناس في العَطَب والهلاك» (1تي 6: 9)؛ وأنَّ ما يكنزونه هنا، إنْ كان حنطة أو بقولاً، فالسوس في انتظاره ومصيره الفساد، وإنْ كان أموالاً أو حُليّاً فلن تنجو من الصدأ، وما يتبقَّى من كنوزهم سيتولَّى اللصوص مهمة سرقته.

والرب يدعوهم – ونحن معهم – إلى طريق أفضل: «لا تكنزوا... على الأرض». وحتى لو استطعتم أن تُحسِنوا الاختزان، وأن تضعوا أموالكم وثرواتكم في المصارف والخزائن، وأن تُؤمِّنوا عليها ضد الحريق والسرقة وغيرها؛ فأنتم لن تأخذوها معكم إلى القبر، بل ستتركونها لغيركم.

تستطيعون أن تحموا كنوزكم من الضياع بأن تُشركوا الفقراء، إخوة المسيح، معكم في خيراتكم. خصِّصوا جانباً من أموالكم لبحوث الدواء وبناء المستشفيات وعلاج المرضى وتخفيف الآلام. اشتركوا بها في إقامة المدارس وتعليم الأُميين والجُهَّال وتربية الصغار وإقامة الملاجئ لليتامى. بهذه الصورة تنتقل كنوزكم من الأرض إلى السماء حيث تبقى آمنة بعيدة عن اللصوص والفساد والدمار.

وحتى الذين لا يملكون هنا، يستطيعون هم أيضاً أن يكنزوا فوق. فألوان عبادتكم الأمينة، وحِفظكم للوصية، ورفضكم أباطيل العالم، وخدمتكم للرب قدر طاقتكم؛ هذه كلها تظل محفوظة في سِفْر تذْكِرَة، ولا يمكن أن تُنسَى قدَّام الله، وتُضاف إلى مخازن كنوزكم فوق. ويوم الحساب للجميع، ستشهد كنوزكم المحفوظة لكم، وتسمعون صوت الرب يقول: «تعالوا إليَّ يا مُباركي أبي، رِثوا الملكوت المُعدَّ لكم منذ تأسيس العالم» (مت 25: 34).

? «سِرَاج الجسد هو العين»:

العين هي جهازنا البصري، وهي نافذتنا التي نُطِلُّ منها على العالم وتستقبل ما نلتقطه منه. والعين، كسائر الحواس، تكتسب طبيعتنا. فالمؤمن الذي وُلِد من الله ويثبت فيه، تصير طبيعته روحية، وكذلك تصير كل حواسه. والعين البسيطة؛ هي العين الروحية التي لا تقف عند ظاهر الأشياء، وإنما هي تدخل إلى العمق؛ وهي عينٌ عفيفة لا تجرؤ أن تتجاوز حدودها؛ وهي عينٌ حكيمة لا تنبهر بخداع العالم، وقادرة أن تكتشف زيفه؛ وهي عينٌ مكتفية لا يأسرها غِنَى الآخرين، وإنما تشكر الله لها ولهم. من هنا يسطع نور العين البسيطة، وينشأ مُقابلها في الإنسان الباطن بصيرة روحية تعرف الحق (1يو 5: 2)، وتنحاز له، وتنفر من الكذب والمراوغة، ويصير الكيان كله - جسداً وروحاً - مُنيراً بهيّاً.

على العكس من ذلك، تكون العين الشريرة المتطلعة إلى أمجاد هذا العالم، التي يسهل خداعها وتُغريها شهوات الجسد(2)، وتجترئ وتتلصَّص ولا تتعفَّف(3)، وتحسد وتطمع(4)، وتتفاخر وتُريد كل شيء لنفسها، وبدلَ أن تكون مصدراً للنور تصبح مدخلاً للشرِّ وتُغرق الجسد والنفس في ظلمة الموت. وهو ذات الخطر الذي يتهدَّد المؤمن إذا لم يتمسَّك بنعمة الله وانجذب وانخدع من شهوته، فينزلق إلى التجربة صانعاً تدبيراً للجسد (رو 13: 14). ولا خروج له من هذه الضيقة إلاَّ بالتوبة والتوسُّل للنعمة ألاَّ تتخلَّى عنه، فتستعيد العين دورها كسِرَاج للجسد بعد أن تخلع أعمال الظلمة وتلبس أسلحة النور (رو 13: 12 - من البولس).

? «لا يقدر أحدٌ أن يخدم سيِّدَيْن»:

يواصل المسيح إنارة أذهان سامعيه، مُنبِّهاً الذين يمسكون العصا من المنتصف في محاولة لإرضاء الله ببعض الممارسات الشكلية، وفي نفس الوقت يُمارسون حياتهم الجسدية كما يشتهون، ويحسبون أنهم بذلك أفلحوا في حلِّ هذه المعادلة. والرب يؤكِّد على فشل هذه المحاولة، لأنها على المستوى العملي هي المستحيل بعينه، مُقدِّماً مبدأً قاطعاً من العقل السير على هُداه:

فمِن ناحية عامة: «لا يقدر أحدٌ أن يخدم سيِّدَيْن»، لأن هذا يستحيل عملياً، «لأنه إما أن يُبغِض الواحد ويُحِبَّ الآخر، أو يُلازِم الواحد ويَحتَقِر الآخر». فالولاء المزدوج لسيِّدَيْن كل منهما ضد الآخر هو خيانة لكليهما، ولا يمكن للأضداد أن تجتمع معاً: فالظلمة والنور لا يوجدان معاً مثلهما مثل النار والماء.

وبصورة مُحدَّدة، عند التطبيق: «لا تقدرون أن تَخدِموا الله والمال»، أو كما يقول القديس بولس: «أية خِلطة للبرِّ والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأيُّ اتفاقٍ للمسيح مع بليعال؟... وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟» (2كو 6: 14-16). فأية محاولة للجمع بين الله والمال هي مرفوضة من جانب الله، فضلاً عن أنها غير مُجدية ومحكوم عليها بالإخفاق، «فالله لا يُشْمَخ عليه» (غل 6: 7)، والاستمرار في التظاهُر الكاذب بإرضاء الله هو طريق ينحدر نحو الهلاك. وقديماً أدان الله إسرائيل وقال فيهم: «لأن هذا الشعب قد اقترب إليَّ بفمه وأكرمني بشفتيه، وأما قلبه فأَبعده عني» (إش 29: 13). وقد ذكَّرهم الرب أيام تجسُّده بهذا القول (مت 15: 8؛ مر 7: 6). فالرياء وازدواج الحياة مُدمرٌ للحياة والعبادة والمصير.

? «لا تهتموا»(5):

الرب يُوجِّه كلامه للذين يعيشون حسب الجسد الذين هبطت اهتماماتهم لأمور الطعام والشراب واللباس: «لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون... تأمَّلوا زنابق الحقل كيف تنمو!». وهو يرفع أنظارهم إلى الله الذي يَهب الحياة، وهي أعظم بما لا يُقاس من الطعام الذي نقتات عليه؛ والذي خلق الجسد، وهو أهم من اللباس الذي يكسوه. والرب استخدم أمثلة مِمَّا يراه الإنسان حوله: فهذه طيور السماء لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن والآب السماوي يرعاها ويَقُوتها. كما أنَّ زنابق الحقل الصغيرة لا تغزل ولا تصبغ أرديتها ولكن ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها، «فإنْ كان عُشبُ الحقل... يُلبسه الله هكذا، أفليس بالحري جداً يُلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟».

والرب لا يقصد بالطبع أن لا يعمل الإنسان وينتظر أن يأتي الطعام إلى فمه، وهو الذي قال له الله: «بعرق وجهك تأكل خبزاً» (تك 3: 19)، فمِن الأمانة أن يؤدِّي كل إنسان ما عليه؛ ولكن الله قَصَدَ أنه لا يليق أن يسأل الإنسان الله من أجل الطعام والشراب واللباس، فهذه مطالب الأُمم، أهل العالم، الجسديين؛ والآب السماوي يَعلم احتياجاتنا كلها. وإذا كان الله يهتم بالزنابق والعُشب والطيور(6)، فكم نحن بالحري أفضل منها. وهو اعتبر القلق(7) على أمور الجسد، وسؤال الله من أجلها، إعلاناً عن ضعف الإيمان(8). فهو يريد أن تتجرَّد حياتنا من الهَمِّ والانشغال بالأعمال الميتة: «لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام... فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله» (رو 8: 8،7).

ومِن هنا فهو يحثُّنا أن «لا تهتموا للغد (فيما يتعلَّق بمطالب الجسد)، لأن الغد يهتمُّ بما لنفسه (أي أنه سيأتي ومعه عطايا الله التي يفيض بها على كل مخلوقاته)»، وأنَّ هناك في حياتنا كمؤمنين أموراً تستحق اهتماماتنا وطلب معونة الله من أجلها: مثل جهادنا اليومي لإرضاء الله، ومساندتنا ضد مكائد إبليس، كما علَّمنا الرب قائلاً: «ولا تُدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير».

ويقـول: «يكفي اليوم شـرُّه» its own trouble، ويقصد أعباءه وأتعابه ومطالبه، فلا تُضيفوا إليه التفكير الزائد في قضايا الغد التي لم تأتِ بعد، وهذه عندما تجيء ستُرافقها معونة الرب التي يفيض بها دوماً علينا.

? «اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّه»:

خلُص الرب في النهاية إلى هذه الوصية التي تُشكِّل منهج حياة المؤمن. وهو يُخاطب كل مِنَّا كمخلوق سماوي يبدأ حياته على الأرض، ولكنه إذ يُولَد من الماء والروح يصير ابناً لله ينتسب مباشرة لمملكة السماء. وهو في الجسد يعيش في هذا العالم، ولكن العالم لا يعيش فيه ولا يملكه. وهو يحيا حسب الروح، لأن في ذلك حياته (رو 8: 5)، ويقتات بكلمة الله. وهو يكرز للعالم بالخلاص، مُنادياً بحياته المنتصرة. وهو في كل الأحوال في يد الله، وموضع رعايته كواحد من خرافه الخاصة التي يعرفها بأسمائها والتي يقول عنها: «وأنا أُعطيها حياةً أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي» (يو 10: 28،5).

بعد هذا كله، فماذا ينبغي أن نطلب أولاً؟

الرب كشف لنا أن مطالب الأمور الجسدية هي أدنى من أن نُضيِّع فيها وقت الصلاة.

إنها مطالب أهل العالم الذين يعيشون حسب الجسد، وتخلو حياتهم من اليقين، ويملأهم الهَمُّ والخوف أَلا تدوم هذه العطايا. والرب يقول إنه كفيلٌ بحاجاتنا الجسدية التي يعرفها كلها أكثر مما نعرف. ولكي يؤكِّد ثقتنا فيه، يدعونا أن ننظر إلى زنابق وعُشب الحقل وفراخ الغربان والعصافير التي هي موضع رعايته، مُشيراً إلى أننا عنده أفضل منها، ومكتوب أنَّ: «الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا معه كل شيء!» (رو 8: 32)

على هذا فإنَّ ما ينبغي أن نطلبه أولاً هو ”ملكوت الله“، والطريق إليه هو أن نحيا بحسب ”بر الله“: أن نؤمن به ونثق في محبته، وأن نحبه بالتالي من كل القلب والفكر والنفس والقدرة، وأن تمتدَّ محبتنا له تلقائياً إلى القريب، أي كل مَن حولنا، وأن تظل علاقتنا بالله على استقامتها دون أن تنحرف إلى الرياء، وأن تبقى العين والحواس على نقاوتها، وأن تظل التوبة باباً مفتوحاً للعودة إنْ ضعفت محبتنا أو ضِيْقنا بتحمُّل الآلام من أجل المسيح.

ومتى صار هذا نهجنا، فالله يعفينا من أن نطلب أمور الجسد، فهذه كلها ”تُزاد لنا“، وهي «لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستَعلَن فينا» في آخر الأيام (رو 8: 18). ويبقى ألاَّ نرتبك بأمور الحياة، ونُدرك أنَّ قصد وجودنا وحياتنا هو في المقام الأول «ملكوت الله وبره».

دكتور جميل نجيب سليمان

**************************************************************

>اقرأ بمناسبة الصوم الأربعيني المقدس للأب متى المسكين

الصوم الأربعيني المقدس

التوبة ج

التوبة والنسك في الإنجيل

الصوم الأربعيني - تاريخ الطقس

صوم جماعي وتوبة جماعية

الصوم المقدس وثماره المشتهاة

هجرة المسيحي إلى الله

**************************************************************

(1) ويُقصَد به رَفع ما لا يؤكل في فترة الصوم من قائمة الطعام، تهيُّئاً لأيام تُركِّز النفس فيها على العبادة، ولا تنشغل بألوان الطعام الدسمة والاكتفاء بالبقول والخُضر سهلة الطبخ والتي لا تستهلك الوقت.
(2) «فرأت المرأة أنَّ الشجرة جيدةٌ للأَكل، وأنها بهجةٌ للعيون، وأنَّ الشجرة شهيةٌ للنظر؛ فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل» (تك 3: 6).
(3) «وكان في وقت المساء أنَّ داود قام عن سريره وتمشَّى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم، وكانت المرأة جميلة جداً. فأرسل داود رُسلاً وأخذها» (2صم 11: 2-4).
(4) «اذكروا امرأة لوط» (لو 17: 32)، «ونظرت امرأته من ورائه، فصارت عمود ملح» (تك 19: 26).
(5) الاهتمام to care for أمرٌ طبيعي ومطلوب، أما الهَمُّ والقلق to worry about فهو يعني غياب الثقة في الله، ومعه انحسار السلام في القلب وما يحمله من اضطراب وجزع يتنافَى مع الإيمان.
(6) «أليست خمسة عصافير تُباع بفلسين، وواحدٌ منها ليس منسيّاً أمام الله؟ بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها مُحصاةٌ! فـلا تخافوا، أنتم أفضل مـن عصافير كثيرة!» (لو 12: 7،6)
(7) «فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون، ولا تقلقوا، فإنَّ هذه كلها تطلبها أُمم العالم» (لو 12: 30،29).
(8) وقد يُقال: أَلا يتناقض هذا مع تعليم الرب، في نفس الموعظة على الجبل، والمتضمَّن في الصلاة الربانية: «خبزنا كفافنا أعْطِنا اليوم» (مت 6: 11)؟ ولكن الآباء المُفسِّرين الأوائل قالوا بأنَّ الكلمة التي تصف ”الخبز“ في الأصل اليوناني هي ”epi-ousios“ متعددة المعاني: فهي قد تعني ”ما يكفي اليوم أو اليومي daily“، وأيضاً ”ما فوق الطبيعة“ أو ”الجوهري“ أو ”الذي للغد“ أو ”الآتي“. وهم رجَّحوا المعنى الروحي لأنه يتوافق مع تعليم الرب: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بـل بكل كلمة تخرج من فم الله» (مت 4: 4؛ لو 4: 4)، «اعملوا لا للطعام البائد، بـل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يُعطيكم = = ابن الإنسان، لأن هذا (أي ابن الإنسان) الله الآب قد ختمه» (يو 6: 27). والمقصود هو المسيح نفسه ”خبز الحياة“ (يو 6: 35)، والخبز الإفخارستي. وهو ما تتفق معه الترجمة القبطية التي تقول: ”خبزنا الذي للغد (البعيد)“ أو ”خبزنا الآتي“ Our bread of the morrow.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis