-116-


الكنيسة القبطية في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر
البابا يؤانس السادس عشر
البطريرك الثالث بعد المائـة
في عداد بطاركة الكرسي الإسكندري
(1676 - 1718م)
- 5 -


«وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (مت 16: 18)

في سياق سردنا لسيرة البابا يؤانس السادس عشر، عرضنا خدمته وأحوال الكنيسة والوطن على مدى 4 أعداد. وها نحن نُكمل سيرة ذلك الأب المبارك المغبوط الذي قيل عنه: ”ولم تحدث أذية لأحد من المسيحيين بصلاة هذا الأب يؤانس السادس عشر، لأن الرضا والمواهب التي منحها الله لهذا الأب لم تحصل لغيره من الآباء البطاركة منذ عهد البابا متى المسكين السابع والثمانين (1378-1408م)“.
حوادث أخرى مختلفة:

+ فقد حدثت في يوم عيد القيامة سنة 1427ش/ 1711م زلزلة، كما هاجمت البلاد أسراب الجراد؛ ولكن الله رحم الناس من تخريب الجراد للزراعات بنزول الأمطار وسقوط الأملاح ونزول الرعود والبروق، فماتت هذه الأسراب ونَجَت البلاد من خسائره(1).

+ وفي سنة 1429ش/ 1713م قامت ثورة ”القاسمية“، وتحزَّب لهم الوالي الملقَّب بـ ”الباشا“ ضد ”الفقارية“، وصار يُحيك الدسائس حتى تمكَّن بحِيَله من قتل ”غيطاس بك“. ثم عُزِلَ ”ولي باشا“ والي مصر في سنة 1431ش/ 1715م بعد أن حكم مصر مدة 4 سنوات، وتولَّى مكانه الوالي عابدين باشا(2).

+ ولما حضر إلى مصر عابدين باشا، قامت الفتن في البلاد بعد مقتل الأمير غيطاس بك، وقد نجا محمد بك تابعهُ من القتل بهروبه إلى بلاد الروم (اليونان). وقد استمر القتل في مصر، ولكن الفتنة لم تُبطئ مثل الفتنة الأولى، وأخيراً زال الشر واطمأنت الرعية(3).

+ وفي سنة 1433ش/ 1717م تمَّ عزل ”عابدين باشا“ بعد أن حَكَمَ مصر لمدة سنتين، وتولَّى بعده ”على باشا الأزميرلي“، ولم يلبث في الحُكْم سوى سنة واحدة، وتولَّى بعده ”رجب باشا“ والياً(4).

ترتيب الذخيرة المقدسة في الكنيسة:

ومن أعمال البابا يؤانس الخالدة التي تدلُّ على حكمته في تدبير الكنيسة المقدسة، أنه لما رأى تعذُّر المرضى والمطروحين المُضيَّ إلى الكنيسة المقدسة للتناول من الأسرار الإلهية، رتَّب الذخيرة المقدسة التي هي جسد الرب ودمه الأقدسين ليحملها الشماس إلى المرضى والمُقْعدين والمطروحين في منازلهم. وصار العمل بذلك الترتيب الحكيم إلى يومنا هذا(5).

مركز البابا بين سائر الطوائف:

كان البابا يؤانس السادس عشر محبوباً عند جميع الناس، وكانت جميع الطوائف تأتي إليه وتتزوَّد ببركته. وكان مُحترماً مُكرَّماً عند جميع الطوائف على اختلاف المذاهب والأديان، لأنه كان أباً متواضعاً، مُحبّاً للجميع، رحوماً على المساكين، رؤوفاً باليتامى، حنوناً على الأرامل. وكان بابه مفتوحاً للزوَّار في كل وقت، وكانت قلايته ملجأً لكل قاصٍ. وكانت الكنيسة في سلام مدة رئاسته، وكان شعب المؤمنين في هدوء وطمأنينة وخير وبركة إلى آخر يوم من حياته الطاهرة المباركة(6).

انتقال البابا يؤانس إلى الأحضان السماوية:

+ وكان قد حدث في سنة 1434ش/ 1718م وباء شديد حلَّ بالبلاد، ومات من جرائه شعبٌ كثير العدد. وفي أثناء ذلك، مرض البابا قليلاً من فرط حزنه على ضحايا هذا الوباء الذي فتك بالصغير والكبير. فانتقل إلى الأحضان الإلهية في شيخوخة صالحة، مُتمِّماً رسالته الرسولية، حائزاً على رضا الجميع، وذلك في اليوم العاشر من شهر بؤونة سنة 1434ش/ 15 يونية سنة 1718م.

+ وصار هذا اليوم حداداً عاماَ شاملاً لجميع الناس، وقام الأساقفة والكهنة والأراخنة والشعب المسيحي وسائر الطوائف المسيحية والدينية الأخرى بالاحتفال بجنازته حاملين جسده الطاهر بكرامة عظيمة. ثم قاموا بتجنيزه ودفنه في مقبرة الآباء البطاركة بكنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة، بعد أن أقام على الكرسي البطريركي 42 سنة و3 أشهر. وقد كان انتقاله في مدة حُكْم السلطان العثماني أحمد الثالث.

+ وقد لحق بهذا البابا القديس ابنه المحبوب الرجل الورع والمُحسن الكبير ”المعلم جرجس أبو منصور الطوخي“ بعد انتقاله بعشرة أيام(7).

وقد ختمنا المقال الأخير (عدد يناير 2014 - ص 31،30) بالحديث عن الأراخنة المشهورين المُحيطين بالبابا يؤانس السادس عشر. وفي هذا المقال نُكمل الكتابة عن أبرز الأساقفة العلماء المعاصرين للبابا يؤانس السادس عشر.

أبرز الأساقفة المعاصرين للبابا يؤانس الـ 16:

+ وأولهم الأنبا أثناسيوس أسقف كرسي البهنسا والأشمونين، الذي كان ضمن مَن اشتركوا في صلوات تكريس الميرون المقدس التي تمَّت في عهد البابا يؤانس السادس عشر. وقد كان هذا الأسقف من المتضلِّعين في العلوم الكنسية. فدأب على تعليم شعبه وعلى إرشادهم إلى وجوب الحرص على عقيدة الكنيسة وتقاليدها. لذلك لما ضيَّق المُرسَلون الكاثوليك على المؤمنين سعياً وراء اقتناصهم للتبعية لكنيسة روما، باءوا بالفشل، لأن الشعب عملوا بتوجيهات أسقفهم، فرفضوا أن يَحِيدوا عن العقيدة الأرثوذكسية. وهكذا برز هذا الأسقف اليقظ وسط شعبه الواعي(8).

+ وهناك أسقف آخر يغلب الظن على أنه من مُعاصري البابا يؤانس السادس عشر، وهو الأنبا ميخائيل أسقف مليج وأتريب. وما زال المخطوط الذي يحوي كتاباته موجوداً بين أيدينا، وهو يدل على مدى اهتمامه بنشر الوعي الكنسي بين شعبه. ومن هذه الكتابات سنكسار جَمَعَه هو شخصياً. وكذلك له كتاب يتألَّف من 560 ورقة مخطوط، ومع ذلك يُعتبر ناقصاً لأن ورقاته الأخيرة مفقودة، ولا نعرف كم كان عددها. وهذا الكتاب عنوانه: ”الطب الروحاني - مجموع من قوانين الآباء القديسين، أسئلة وأجوبة مُعلِّمي البيعة“. وقد ترجم المستشرق الألماني Franz Collin ”فرانز كولين“ هذا الكتاب المخطوط إلى الألمانية ونَشَرَه في مجلة Oriens Christianus ”الشرق المسيحي“(9).

وقد سجَّل المستشرق الألماني ”جراف“ في كتابه ”ستودي إيه تستي“، بأن هذا المخطوط يرجع إلى القرن السابع عشر. وبالرغم من كونه لا يحمل تاريخاً مُحدَّداً إلاَّ أنه يحمل اسم الأسقف ميخائيل. وتوجد نسختان من هذا المخطوط محفوظتان بالمكتبة البابوية بالقاهرة، تحت رقم 390 (507)، ورقم 437 (753)(10).

+ ملحوظة من كاتب المقال: وكانت توجد مخطوطة أخرى محفوظة في دير القديس أنبا مقار، وقد شجَّع المتنيح الأب القمص متى المسكين بعض رهبان الدير على نسخها.

+ كما توجد مخطوطة أخرى يرجع جزؤها الأول إلى 7 بابة سنة 1398ش/ 1681م، منسوخة على نهرَيْن اثنين، وتتضمن ”حياة سيدنا يسوع المسيح“، مكتوبة بطريقة الشِّعْر المنثور على نمط ”المقامات“. وتمشِّياً مع الروح القديمة لم يذكر المؤلِّف اسمه مثل باقي الجنود المجهولين(11).

+ كما توجد مجموعة أخرى من المخطوطات ضمن مجلد واحد، يرجع جزؤها الأول إلى 3 مسرى 1407ش/ 1691م، وجزؤها الأخير إلى 12 برمهات سنة 1409ش/ 1693م، وتشمل موضوعات مختلفة أهمها: ميمر عن مجيء المسيح له المجد مع أُمه السيدة العذراء ويوسف النجَّار إلى بلادنا وإقامتهم بجبل قسقام (الدير المحرق). وأغلب الظن أن كاتب الميمر هو أنبا زكريا أسقف سخا، لأن اسمه مُسجَّل في الجزء الأخير من هذه المجموعة وموضوعه عن مجيء ربنا يسوع المسيح وأُمه القديسة مريم والقديس يوسف وسالومي إلى مصر في 24 بشنس. وقد قُرئ هذا الميمر في اليوم المذكور، وفي الكنيسة الكبرى القائمة وسط مدينة سخا، حينما كان كل الشعب مجتمعاً فيها(12).

+ وهناك مخطوطة بعنوان: ”وصف الآيات الإلهية والعجائب الواضحة والعلامات الصريحة القوية التي صنعتها سيدتنا مرتمريم العذراء المختارة في الزمن الذي كانوا يُرمِّمون فيه كنيستها المقدسة المعروفة بالمُعلَّقة؛ بيد الأخ المحبوب والابن المبارك والشيخ المكين الرئيس "جرجس أبو منصور" في أيام الأب البطريرك يؤانس بعد أن قام بعمل الميرون سنة 1421ش/ 1705م“.

+ وكان معها في نفس المجلد مخطوطة بعنوان: ”الآيات العظيمة الإلهية التي صنعها سيدنا يسوع المسيح لخير أبينا المغبوط البطريرك يؤانس المائة والثالث في عداد البطاركة. وبصلواته ليتقضَّل الرب بأن يُطيل حياته ويحفظ شعبه. وذلك قبل أن يذهب إلى أورشليم ويزور الأماكن المقدسة. وقد كتب هذا التاريخ الابن المبارك الشيخ المكين المعلم "جرجس أبو منصور" في شهر برمهات سنة 1425ش“(13).

+ كما توجد مخطوطة تتضمن صلوات البسخة باللغة القبطية فقط، إلاَّ أنه وردت في آخرها الكلمات الآتية بالقبطية والعربية: ”اذكُر يا رب الشماس ابن الشيخ بشارة بن يوسف المعروف بالفاصح المحلاوي. وكان الفراغ من هذه البسخة الموقوفة على بيعة العذراء بدرب البحر، بحارة البطريرك بمصر القديمة، في يوم الاثنين المبارك 30 مسرى سنة 1421ش/ 1705م“.

+ وثمة مخطوطة أخرى جاء في آخرها ما يلي: ”تمَّت في 20 مسرى سنة 1421ش/ 1705م، بيد "غبريال أبو طبل بن سمعان الخوانكي" بناء على طلب الشماس إبراهيم بن بشارة بن يوسف الكسيح الذي أَوْقَفَ هذا الكتاب على كنيسة السيدة العذراء...“، والذي أصبح فيما بعد مِلْكاً لكنيستَي الشهيد العظيم مرقوريوس ورئيس المتوحِّدين الأنبا شنوده. وتتضمن المخطوطة القراءات الخاصة بأسبوع البسخة المقدسة مكتوبة باللغة القبطية في حين أنَّ العناوين مكتوبة بالقبطية والعربية(14).

ويبدو أنَّ لهذا الناسخ أخاً اشتغل هو أيضاً بنساخة الكُتب الكنسية، لأن هناك مخطوطة أخرى جاء فيها أنَّ كاتبها اسمه ”إبراهيم أبو فضل بن سمعان الخوانكي“. وتتميَّز هذه المخطوطة بالزخارف الذهبية والحمراء والزرقاء. والصفحات الرئيسية مكتوبة داخل إطارات مكوَّنة من زخارف وخطوط مختلفة. وهذه أيضاً تتضمن صلوات البسخة المقدسة، ولكنها مكتوبة كلها باللغتين القبطية والعربية. والورقة 380 (وجه) تابعة لمخطوطة أخرى تحمل رقم 204 بعنوان: ”ترتيب القصرية (صلوات اللقان) في خميس البسخة المقدسة“. وهي مُحاطة بإطار مُتباين الألوان. وفي ظهر الورقة ملحوظة للقمص صليب عن بناء مسكن البابا إلى جانب كنيسة الشهيد مرقوريوس في حارة شنوده. وفي آخرها سنة الشهداء 1402ش/ 1686م.

+ كما توجد مخطوطات أخرى كثيرة نُسِخَت ونَجَت من عمليات السطو على مخطوطاتنا القديمة خلال الحملة الفرنسية ومن زوَّار الأديرة؛ بالإضافة إلى سوء استعمال بعضها للأسف بواسطة بعض الرهبان باستخدامها كوقيد للفرن في بعض الأديرة.

+ ومن حوادث هذه الفترة أيضاً أنَّ بعض الأجانب تمكَّنوا من دخول أديرة وادي النطرون، وأول أجنبي دخل بالفعل كان راهباً من رهبان الكابوتشيين الذي دخل دير القديس أنبا مقار الكبير. ولما رجع إلى بلاده أخذ يتحدَّث عن المكتبة العامرة بالمخطوطات التي رآها في الدير. وقد استرعى حديثه انتباه صديق مولع باقتناء المخطوطات، فبذل كل جهده في هذا السبيل، إلى أن نجح في شراء نسخة نادرة لسِفْر المزامير مكتوبة بعدة لغات. ثم توالت بعد ذلك المحاولات للحصول على مخطوطات الأديرة. وأكبر مجموعة سطا عليها الأجانب، كانت تلك التي استطاع أن يستحوذ عليها المونسينيور يوسف السمعاني (اللبناني الجنسية) أمين مكتبة الفاتيكان.

+ كما حدث أن عاش عدد من الرهبان السريان فترة طويلة في الدير الذي تسمَّى باسمهم (دير السريان) نتيجة لذلك. وخلال إقامتهم فيه وضعوا الكثير من المؤلَّفات ثم اضطروا للرحيل إلى بلادهم فجأة. فغادروا الدير بسرعة ولم يستطيعوا مع السرعة في الرحيل، حَمْل كُتبهم معهم. ولكن لما سمع الأوروبيون بعودتهم المفاجئة سيطرت عليهم شهوة الاستيلاء على المخطوطات. وكان أول مَن وصل إلى دير السريان لهذا الهدف ”الراهب اليسوعي إلياس السمعاني“. ونجح بمعسول كلامه أن يستحوذ على 40 مجلداً منها حملها إلى مكتبة الفاتيكان. فلما رآها البابا الروماني، انتدب المونسينيور يوسف السمعاني لإحضارها. فوصل إلى البرية المقدسة سنة 1715م واستمتع بضيافة الرهبان له مدة 8 أيام، عاد بعدها يحمل مجموعة من هذه المخطوطات، وكذلك بعضاً من المخطوطات القبطية أخذها من دير القديس أنبا مقار الكبير(15).

(يتبع)

(1) ”التوفيقات الإلهامية“، ص 563-564؛ عن: ”سلسلة تاريخ البابوات“.
(2) عن مخطوطة 33 لاهوت، ص 118 ”أ“ بالدار البطريركية، عن كتاب: ”سلسلة تاريخ البابوات“، الحلقة الرابعة، ص 157.
(3) كتاب 15 تاريخ، ص 302؛ ”التوفيقات الإلهامية“، ص 564، عن المرجع السابق.
(4) ”التوفيقات الإلهامية“، ص 565، عن المرجع السابق.
(5) مخطوطة 389،343 طقس، وسنكسار دير أنبا أنطونيوس، ص 91.
(6) عن سنكسار دير أنبا أنطونيوس، وجه 91؛ مخطوطة 389،343 طقس، ومخطوطة 15 تــاريخ، ص 302 ”أ“؛ عـن كتاب: ”سلسلة تـاريخ البابوات = = بطاركة الكرسي الإسكندري“، جمع الشماس كامل صالح نخلة، الحلقة الرابعة.
(7) عن كتاب 15 تاريخ، ص 302 ”أ“، سنكسار دير أنبا أنطونيوس؛ عن كتاب: ”سلسلة تاريخ البابوات بطاركة الكرسي الإسكندري“، ص 164، تأليف كامل صالح نخلة.
(8) عن كتاب: ”إقليم المنيا في العصر القبطي“ للقمص ميصائيل بحر، عن مقال نشره في مجلة ”صوت الشهداء“ (كان صاحبها ورئيس تحريرها القمص بطرس سيفين)، السنة الرابعة، العددان 7،6 (يونية ويوليو سنة 1962م)، ص 40؛ عن كتاب: ”قصة الكنيسة القبطية“، إيريس حبيب المصري، الكتاب الرابع، ص 96.
(9) Franz Collin, dans "Oriens Christianus", VI, 1966, pp. 70-287; VII, pp. 1-135; VIII, 1908, pp. 110-229.
(10) عن كتاب: ”قصة الكنيسة القبطية“، إيريس حبيب المصري، الكتاب الرابع، ص 97.
(11) مخطوطة 323 – رقم 379، محفوظة بالمكتبة البابوية بالقاهرة، المرجع السابق، ص 98.
(12) مخطوطة 445 – رقم 763، محفوظة بالمكتبة البابوية بالقاهرة، المرجع السابق، ص 98.
(13) مخطوطة 99-128 أدب، محفوظة بمكتبة المتحف القبطي، المرجع السابق.
(14) مخطوطة 117-118، محفوظة بمكتبة المتحف القبطي. وقد تكون كنيسة السيدة العذراء التي لا تحمل في المخطوطة اسم المكان هي ”كنيسة العذراء الدمشرية“، لأنها بجوار الكنيستين المذكورتين. أما الشماس والناسخ فلا نعرف غير اسميهما، المرجع السابق.
(15) كتاب: ”الأديرة“ للقمص صموئيل تاوضروس السرياني، ص 159، المرجع السابق.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis