المسيح


إعداد: الراهب باسيليوس المقاري

سر التجسُّد الإلهي (3)
بعض التوضيحات عن التجسُّد والخلاص

إنَّ الله يُعلِّمنا من تجسُّده ما هي الإنسانية الحقَّة. وفي هذا يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي: ”إنَّ التجسُّد يُعلِّمنا أيضاً عن: "ماهية أنفسنا؟"“(1)

يقول القديس أُغسطينوس في مذكِّراته، إنه قبل تجديده كان خائفاً ”أن أومن بالمسيح أنه قد وُلد بالجسد، لئلا اُضطرَّ أن أومن بأنه قد تلوَّث من الجسد“(2). لكنه بعد تجديده وإيمانه بالمسيح، تعلَّم بأنَّ التجسُّد يُظهِر لنا جليّاً وبوضوح ”أنَّ اللاهوت الحق لا يمكنه أن يتدنَّس من الجسد“(3).

ففي التجسُّد لم يتَّخذ الله طبيعة البقر أو الصخر أو الشجر أو حتى الملائكة؛ بل فقط اتَّخذ الكيان البشري الإنساني. فالبشر الذين هم أقل من الملائكة وخطاة، قد صاروا يفوقون الملائكة في الكرامة، إذ صار المسيح أخاً بِكْراً لهم ”من لحمنا ودمنا وعظامنا“.

قضايا مترتبة على التجسُّد

هناك قضايا مُحيِّرة للإنسان العادي مرتبطة بالتجسُّد، لابد أن نجد الإجابة عليها حيث يوضِّحها الوحي المقدس في تعليمه عن التجسُّد، وفي تعليم آباء الكنيسة القديسين.

هل أتى في التاريخ أي ذِكْر لحالات

شبيهة بتجسُّد الله؟

+ فحينما كان بولس الرسول يكرز بالإنجيل في ”لِسْترا“، فجموع الوثنيين «رفعوا صوتهم بلغة ليكأونية قائلين: إنَّ الآلهة تشبَّهوا بالناس ونـزلوا إلينا» (أع 14: 11). ثم لقَّبوا بولس باسم الإله الوثني ”هَرْمَس“، وبرنابا باسم الإله ”زَفْس“؛ مِمَّا دفع الرسولَيْن إلى أن يُسرعا في الحال لأن يُصحِّحا هذا الخطأ.

+ ومن الملاحَظ أنه كان قديماً هناك مثل هذه الحالات من تأليه بعض الناس، مثل ”القيصر“ الوثني الذي كان يُعتَبَر في مصاف الآلهة على الأرض، وكان هذا أمراً شائعاً في القرون الأولى. وقد كان هذا النوع من التأليه للأباطرة والملوك الرومان يُسمَّى في اللغة اليونانية apotheosis، (أبوثيئوسيس) ويعني ”التأليه الوثني“ للعظماء والملوك. وقد كان تأليه الإمبراطور مرتبطاً بتلقيب الإمبراطور باسم: ”Kurios“، ومعناه ”السيد“ أو ”الرب“. وقد بدأ نيرون الطاغية في اضطهاد المسيحيين حين بلغ إلى مسامعه أن هناك قِسْماً من رعيَّته في روما يُنادون بشخصٍ آخر يُسمونه ”Kurios“ ”رب“ واسمه ”يسوع“. فاغتاظ لأنه ليس إله آخر غيره يُسمَّى ”كيريوس“. فبدأ اضطهاده للمسيحيين إذا لم يكفُّوا عن عبادة هذا الـ ”كيريوس“ المنافس له. وكان هذا في نهاية القرن الأول الميلادي.

+ ولكن، للأسف، أتى في القرن الخامس البطريرك نسطور بطريرك القسطنطينية رأس الهرطقة النسطورية، التي أُدينت في مجمع أفسس المسكوني (431م)، وكان يُهاجم عقيدة ”الثيئوسيس - التأليه في المسيح“ أي ”الشركة في الطبيعة الإلهية“ معتبراً أنها ”apotheosis“. وقد ردَّ عليه القديس كيرلس الكبير في رسالته (ضد نسطور 2: 8).

+ وكان في الديانة الهندوسية أنواع متعددة من تجسُّد الآلهة، من بينها ”كريشنا“ الذي يعبده الهنود. وقد تغلغلت هذه المعتقدات في كثير من ثقافات الشعوب في القرون الأولى من المسيحية. وقد واجهها الآباء الكنسيون مثل: القديس إيرينيئوس في كتابه ”ضد الهراطقة“(4)، والعلاَّمة ترتليانس(5)، والقديس يوحنا ذهبي الفم(6).

+ وقد تعدَّدت حالات الادِّعاء بالتأليه الوثني، وتعدُّد الآلهة ونزولها إلى البشر، ولكنها كلها كانت تختلف اختلافاً ملحوظاً عن التجسُّد في المسيحية.

+ فالتجسُّد في المسيحية يُعلِن عن الله الواحد الحقيقي وحده الذي صار إنساناً، والذي تألَّم ومات، في صميم التاريخ البشري، دون أن يكُفًَّ عن أن يكون هو الله. ولذلك فإنَّ الخرافات اليونانية التي تحدَّثت عن تعدُّد الآلهة وعن اختلاط الآلهة بالبشر، والأبوثيئوسيس، وحالات إسباغ التأليه على فئة من البشر؛ تختلف اختلافاً جذرياً عن التجسُّد الإلهي في الرب يسوع المسيح.

+ لذلك، فإنَّ ذلك النزول الفريد في نوعه للابن الواحد الوحيد ”monogenis“ ليلبس الطبيعة البشرية بقصد إبادة الموت، ذلك العدو اللدود للبشرية، وذلك بموته ثم قيامته وصعوده إلى السماء، ليدخل بالبشرية التي تجسَّدها إلى حضرة الله الآب لينال لها فداءً وحياةً أبدية (عب 9: 12)؛ هذا كان تجسُّداً فريداً ووحيداً وغير متكرر في التاريخ.

+ وحينما تأتي الفرصة لنناقش حَدَث قيامة المسيح من بين الأموات، سيظهر كيف أنَّ استعلان ظهور الله في الرب يسوع المسيح هو استعلان فريد ولم يسبق له مثيل، ولا يمكن أن يعلو عليه أيٌّ من تواريخ الخرافات اليونانية أو معتقدات الأديان الأسيوية.

السؤال الثاني: كيف يكون للمسيح ميلادان:

واحد أزليٌّ، والآخر زمنيٌّ؟

يختلط الأمر على الكثيرين من قراءة بند قانون الإيمان الذي يقول عن ابن الله: ”مولود غير مخلوق“، فيظنون:

- إما أنَّ جسد المسيح كان غير مخلوق، بل نزل من السماء؛

- أو يختلط عليهم الأمر بين أنه ”غير مخلوق“ وبين أنه وُلِدَ في الزمن من القديسة العذراء مريم. لذلك تؤمن الكنيسة بوجود:

ميلادان للمسيح:

+ ميلاد قبل الزمن ويُعبَّر عنه بكلمة ”منذ الأزل“ أو ”أزلياً“، أي قبل أن يكون زمن، أي قبل خلقة الشمس التي حدَّدت الزمن بالنهار والليل ليكون يوماً واحداً عدد ساعاته 24.

+ وما قبل الزمن والتاريخ، لا يمكننا أن نصف أي حقيقة لاهوتية فيه إلاَّ بمفردات اللغة التي نشأت بعد بداية الزمن. فأولاً يجب أن نعرف أنَّ الله لم يكن له اسم، لأن الاسم يُعطَى فقط للمخلوقات لكي تتميَّز عن بعضها البعض، حتى يمكن أن نُنادي أي مخلوق باسمه أو باسمها.

+ وبينما كان للآلهة القديمة التي تعبدها الشعوب أسماء مختلفة، إلاَّ أن موسى النبي حينما تواجه مع الله فجأة في العُلَّيقة المشتعلة بالنار، وسمع الصوت الذي يُناديه: «موسى، موسى» (خر 3: 4)، سأله موسى: «فإذا قالوا لي: ما اسمه؟ ماذا أقول لهم؟»، فقال الله لموسى: «أهْيَه الذي أهْيَه»، ومعناها: ”أنا هو“ أي ”الكائن“ (اسم فاعل غير محدَّد الزمن). فالله الواحد الوحيد ليس له اسم؛ بل هو «الكائن والذي كان والذي يأتي» (رؤ 1: 8،4). فإلهنا هو الكائن منذ ما قبل الزمن والآن وما بعد الزمن في الأبدية.

+ فحينما كان المسيح يتحدث إلى البشر عن الله، كان يستخدم مفردات لغات الحياة البشرية ليصف بها الحياة الإلهية، فاستخدم كلمة ”الآب“ وكلمة ”الابن“. وحينما تصف آيات الإنجيل العلاقة بين الآب والابن تستخدم كلمة ”مولود“، مثل الابن البشري المولود لأبيه البشري. لكن ولادة الابن الإلهي من الآب السماوي باللغة البشرية، لا يمكن أن تستوفي بدقة مضمون هذه الولادة. فالقديس يوحنا في مستهل إنجيله يصف هذه الولادة بعبارة: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان "عند" الله (وتعني الكلمة اليونانية ”متجهاً“ ”نحو“ pr+j)»، أي هناك انجذاب دائم نحو الآب من الابن، ونحو الابن من الآب. وهذا الانجذاب يُعبِّر عن المحبة الأزلية في جوهر الله الآب من نحو الابن والطاعة للآب من جانب الابن، ما لا يمكن أن تُعبِّر عنه لغتنا البشرية، أو يتصوَّره عقلنا البشري المحدود بالمرئيات.

+ لذلك، لم يجد القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى ما يصف به ”جوهر“ الله (الذي لا يمكن وصفه) سوى بهاتين الكلمتين الاثنتين: ”الله محبة“، التي تفترض وجود ”المُحِب“ و”المحبوب“ بلغتنا القاصرة أيضاً. ومن هنا أتى وصف جوهر الله بـ ”المحبة“. فالمحبة، تلك الطاقة الجبَّارة الفائرة في جوهر الله منذ الأزل - منذ ما قبل الزمن - هي جوهر الله الذي لا نجد له تشبيهاً باللغة البشرية سوى في محبة ”الأب“ و”الابن“ البشريَّيْن.

+ والآن يمكننا أن نقول عن الميلادَيْن للابن:

1. الميلاد الأول، هو الميلاد الأزلي للابن من الآب، ما لا يمكن إدراكه، ومن هذا الحَدَث الأزلي قيل عن ابن الله الكلمة أنه ”مولود غير مخلوق“ (كما ورد في قانون الإيمان)، وهو يُعبِّر عن الحَدَث الأزلي السابق للزمن عن الآب والابن. وأتى هذا البند في قانون الإيمان ليمنع ما كان يُنادي به ”آريوس“ في القرن الرابع من تصوُّر الابن أنه مخلوق في الزمن، أي مولود في لحظة ما من الزمن. لكن هذا الميلاد قائم دائم منذ الأزلية، لا تاريخ له، ولا ماضٍ، بل حاضر دائم بلا بداية.

+ لذلك، وكما يقول القديس كيرلس الأورشليمي للمؤمنين: [”الله روحٌ هو“، فالميلاد الإلهي هو روحيٌّ. فالأجساد تولد من الأجساد، ويفصلها فاصل زمني لكي تكمل. لكن الزمن لم يكن موجوداً في الميلاد الأزلي لابن الله من الآب. فالابن هو مولود الآب منذ الأزل، وجوهره اللاهوت الأزلي](7).

2. أما الميلاد الثاني، فهو الذي حدث في بؤرة التاريخ، أي في الزمن، فهو الميلاد بأَخْذ الابن الأزلي جسداً من أحشاء القديسة العذراء مريم الدائمة البتولية، ليتجسَّد ابن الله الأزلي ويصير إنساناً ليعمل عملاً خلاصياً، هو الخلقة الجديدة للبشرية لتحيا إلى الأبد حياةً لا يمكن أن تُفسدها خطية ولا يُصيبها موت فيما بعد؛ وذلك باتحاد هذا الجسد المخلوق بلاهوت ابن الله الأزلي الأبدي، اتحاداً لا ينفصم ولا ينفصل، لحظةً واحدة ولا طَرْفة عين، وذلك لكي «الموت لا يكون فيما بعد» (رؤ 21: 4)، وهذا ما سيتحقق في الدهر الآتي للبشر بعد قيامة الأموات. ولكننا الآن صرنا ننال عربون ذلك بالإيمان ونحن هنا على الأرض، بتناولنا من جسد الرب ودمه الأقدسين، وهو جسد الرب نفسه الذي أخذه من القديسة العذراء مريم، والذي لاهوته لا ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طَرْفة عين (كما يُنادي به الكاهن وهو حامل الجسد المقدس على يديه قبل مناولة المؤمنين). فالحياة الأبدية هي هبة تجسُّد الكلمة والابن الأزلي للبشرية الذي أَخَذه من أحشاء القديسة العذراء مريم.

هل التجسُّد هو عمل الله الثالوث؟

التجسُّد هو عمل الله الثالوث. فالابن أرسله الآب، والروح القدس هو الذي أَحْدَثَ الحَبَل: «... فهي (العذراء) حُبْلَى من الروح القدس» (مت 1: 20 – الترجمة العربية الجديدة)، كما في قانون الإيمان: ”تجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء“.

+ ولكن الذي تجسَّد هو الابن الكلمة الأزلي الحامل جوهر اللاهوت، فهو الذي لَبِسَ الجسد الذي صوَّره الآب بالروح القدس في أحشاء القديسة العذراء مريم. الآب شاء إرسال الابن، والروح القدس هو الذي أَحْدَث الحَبَل به (أي التجسُّد).

+ فالتجسُّد هو تجسُّد الابن، وقوة الحَبَل كانت من الروح القدس الذي حلَّ على العذراء القديسة، بينما أحشاء القديسة العذراء مريم الدائمة البتولية صارت هي: ”معمل اتحاد الطبيعة الإلهية لابن الله الكلمة مع الطبيعة البشرية من أحشاء العذراء مريم، اتحاداً غير مفترق“، كما تقول ثيئوطوكية يوم الأربعاء من التسبحة السنوية: ”السلام لمعمل الاتحاد غير المفترق الذي للطبائع“:

Xere piergacthrion `nte ;metouai `natvwrj.

لاحِظ كلمة ”غير المفترق“ في وصف اتحاد الطبيعتين الإلهية والبشرية، أي عدم افتراق الطبيعتين بعضهما عن بعض، أي عدم انفصالهما لحظةً واحدة ولا طَرْفة عين (حسب الاعتراف الأخير في القداس الإلهي قبل التناول مباشرة).

تساوي الكرامة للجنسين

في مجيء المسيح بالجسد:

يحسم هذا الأمر القديس غريغوريوس النيصي، إذ أوضح بغير شك أنَّ التجسُّد كان يتضمن كِلاَ الجنسين: ”ما هو غريب عن الله فقط هو الشر. الطبيعة البشرية ليست شرّاً...“(8).

التفاسير القديمة لآباء الكنيسة أوضحت أنَّ كِلاَ الجنسين، الرجل والمرأة، نالا الكرامة بالتساوي في التجسُّد. ويقول القديس أُغسطينوس: ”إن تدبير الله الزمني أعطى الكرامة لكل جنس، الرجل والمرأة كليهما. فباتِّخاذه طبيعة الإنسان كرجل وبولادته من امرأة، فهو يُظهِر بهذا التدبير أنَّ الله كان مهتماً ليس فقط بكِلا الجنسين الذي هو يُمثِّلهما؛ بل بذاك الذي من خلاله اتَّخذ طبيعتنا لنفسه“، ”هذا التدبير كرَّم كِلا الجنسين، في وقت واحد: الرجل والمرأة، ليس فقط الجنس الذي اتَّخذه (الرجل) هو يعتني به، ولكن أيضاً أنه وُلِدَ من امرأة“(9). فالقديسة مريم امرأة، والرب يسوع رجل. فمجيء الله تضمَّن كِلا الجنسين.

+ وفي الوقت نفسه قاوَمَ القديس غريغوريوس اللاهوتي الرأي القائل بأنَّ المرأة كانت وحدها هي المسئولة عن غواية آدم بقوله: ”المرأة أخطأت، وآدم فَعَلَ نفس الشيء. لكن الحيَّة هي التي خدعتهما كليهما. والمسيح بآلامه خلَّصهما كليهما (الرجل والمرأة)“(10).

وجود البشرية كان عنصراً هاماً

في عملية المصالحة:

الوسيط بين الله والبشرية كان لابد أن يكون الله ويكون في الوقت نفسه إنساناً كاملاً، وإلاَّ تكون الوساطة للمصالحة مستحيلة. وكلمات القديس بولس توضِّح هـذا: «لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح» (1تي 2: 5). فلا وساطة ممكنة بين الله والبشرية إن كان الوسيط يفتقد مشاركة كاملة من أحد الأطراف.

+ وقد شرحت رسالة العبرانيين متطلبات الوساطة بطريقة واضحة: «ولما كان الأبناء شركاء في اللحم والدم، شاركهم يسوع كذلك في طبيعتهم هذه، ليقضي بموته على الذي في يده سلطان الموت، أي إبليس، ويُحرِّر الذين كانوا طوال حياتهم في العبودية خوفاً من الموت» (عب 2: 15،14 – الترجمة العربية الجديدة). فكيف يمكن لأحد إبادة سلطان الموت دون أن يكون هو الله الحقيقي؟ وكيف يمكن للوسيط أن يُحقِّق الانتصار للبشرية ما لم تكن البشرية مشتركة بحقٍّ في عملية المصالحة؟ ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: ”فإن كان المسيح هو الله، وهو هكذا فعلاً، وإن كان لم يتَّخذ لنفسه البشرية؛ فحينئذ نكون غرباء عن الخلاص“(11).

(يتبع)

(1) Gregory Nazianzen, Fourth Theol. Orat., On the Son; NPNF, 2nd Ser., Vol. VII, pp. 309-18.
(2) St. Augustine, Confessions V.10; NPNF, 1st Ser., Vol. II, p. 86. (3) NPNF, 1st Ser., Vol. II, p. 17.
(4) Against Her. V.21; ANF, Vol. I, PP. 548-50.
(5) On the Apparel of Women I; ANF, Vol. IV, PP. 14-18.
(6) Hom. on Gen. XVII.
(7) Catech. Lect., XI. 7-12.
(8) Gregory of Nyssa, ARI 28.
(9) Augustine, On Faith and the Creed 4,9.
(10) Orat. XXXVII, 7; NPNF, 2nd Ser. Vol. VII, p. 340.
(11) Catech. Lect., XII.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis