-95-


الكنيسة القبطية في مطلع القرن الخامس عشر
قديسون معاصرون
للبابا متاؤس الأول الملقب بـ ”المسكين“


«وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (مت 16: 18)

1. القديس الشيخ مرقس الأنطوني

نشأته:

نشأ هذا الطوباوي في صعيد مصر من أهل بلدة منشاة النصارى. وكان اسم أبيه الجسدي ”مخلوف“ واسم أُمه المباركة ”دسكنة“. ولما رُزقا من الله بهذا الطفل سمَّياه ”مرقس“ وربَّياه التربية المسيحية الحسنة كعادة أطفال ذلك الزمان. فلما نشأ الطفل وكبر وصار له من العمر خمس سنوات، أخذته أُمه وسارت به إلى الكنيسة، فالتقت بشيخ قديس اسمه ”أنبا ساويرس“ أسقف مدينة أسيوط، فحمل الطفل على ذراعيه وأخذ يسأله عن اسمه. فلما أجابه الطفل أنَّ اسمه ”مرقس“، تنبَّأ له ذلك الأب الأسقف قائلاً: ”بالحقيقة أقول لك يا بُنيَّ: إنك ستكون كمرقس الأول كاروز ديار مصر“، ثم باركه وتركه لأُمِّه ومضى.

وفرحت والدته المباركة بتلك النبوَّة وأخذت تجهد نفسها في تربيته، واهتمت بأمره أكثر من ذي قبل، لأنَّ والده كان قد تنيَّح وتركه يتيماً.

+ وكان والد وجدُّ مرقس يسترشدان بأب كاهن قديس اسمه القمص روفائيل النعناعي. وكان أبوه وأُمه مُلازمَيْن الصوم كل يوم حتى الساعة التاسعة من النهار (أي بالتوقيت الحالي: الساعة الثالثة بعد الظهر). وهكذا نشأ ”مرقس“ مقتدياً بأبيه وأُمه، لا يفطر كل يوم إلاَّ في الساعة التاسعة من النهار، ولم يكن يأكل لحماً وهو ابن الخمس سنين. وكان إذا نظر والدته قائمة تُصلِّي كان يشدُّ وسطه بزنار ولا يبرح قائماً يُصلِّي معها بجانبها حتى تفرغ من الصلاة.

+ وكان إذا أخذ غذاءه من عند والدته، وهو منصرف من البيت إلى عمله، كان يتصدَّق بغذائه على الجياع الذين يُقابلهم، ويظل صائماً إلى أن يعود إلى والدته في الغروب.

+ ومرة وبينما هو يقوم بجمع المحصول مع الحصَّادين، إذا بامرأة تأتي وكانت تسرق ما يجمعه. فلما نظرها مرقس تفعل هذا، صار يأخذ كل ما يجمعه من محصول يومياً ويضعه لهذه المرأة فوق ما كانت هي تجمعه، حتى تعجَّبت المرأة من رحمة قلب هذا الصغير، وصارت تُبكِّت نفسها على ما كانت تفعله.

+ وكانت والدته القديسة تُداوم على الحضور إلى الكنيسة والتناول من الأسرار المقدسة، ولكنها لم تكن تُعدُّ طعامها إلاَّ بعد الساعة التاسعة من النهار، ولم تكن تطبخ سوى الحبوب ويأكلونها بالزيت. ولما لاحَظ جيرانها هذا، بدأوا يُداومون معها على الصوم إلى الساعة التاسعة من النهار، ولا يأكلون إلاَّ طعامها، لأنها بالرغم من حالتها البائسة لم تكن تحبس رحمتها قط عن جيرانها المحتاجين ولا عن أي جائع. وقد لاحَظ مرقس في مرات عديدة والدته إذا وقف على بابها مسكين ولم تجد عندها ما تُعطيه له، كانت تأخذ ما تجمعه عندها من بيض الفراخ أو قليلاً من القمح وتُعطيه لذلك المسكين ولا تردُّه خائباً.

وقد تناهت هذه القديسة الطاهرة في أعمال الرحمة هذه حتى صار منزلها مأوى يلجأ إليه المساكين والرهبان. وكان ”مرقس“ ابنها لا يكفُّ عن مساعدتها والتشبُّه كل حين بسيرتها.

”مرقس“ في شبابه:

فلما أكمل مرقس الثالثة والعشرين من عمره، اشتاقت نفسه إلى سيرة الرهبنة. فقام وودَّع والدته المباركة، ثم مضى إلى أحد الأديرة القريبة من بلدته. وكان الإخوة الذين يسكنون في ذلك الدير لا يُداومون على الصوم في كل يوم إلى الساعة التاسعة! فلما رآهم ”مرقس“ على هذا الحال تركهم وعاد إلى والدته المباركة ليأخذ بركتها ويمضي إلى الأديرة المشهود لها ولرهبانها بحُسْن الجهاد والتمسُّك بالنسك.

ولكن والدته لما رأته أنه قد عاد، خاصمته ووبَّخته قائلة له: ”أنا كنتُ أظن أنك، يا ولدي، قد مُتَّ وانتهيت ولم يَعُد لي أملٌ في أن أراك في هذا العالم، لأن الذي انتهى أمره على أن يكون راهباً يكون قد مات تماماً عن هذا العالم. فلماذا، يا بُنيَّ، عُدت إليَّ ونسيت قول الإنجيل: «ليس أحدٌ يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله؟» (لو 9: 62)“.

فلما سمع ”مرقس“ توبيخ والدته لم يستطع الثبات أمامها، بل قام بسرعة إلى برية القديس العظيم أنبا أنطونيوس في الصحراء الشرقية. وشاءت العناية الإلهية أن يكون صديق العائلة آنذاك القمص روفائيل النعناعي مُقيماً هناك في ذلك الوقت. فلما نظر إلى الشاب، فَرِحَ جداً، ثم أخذ في تعليمه أياماً قلائل، ثم أرسله بعد ذلك إلى دير القديس أنبا بولا، كي ينفرد هناك للعبادة، لأنَّ الشاب كان بغير لحية. وقَصَدَ القمص روفائيل من هذا أن ينفرد ”مرقس“ هناك أولاً ولا يُخالط أحداً من الإخوة البتة حتى تكمل لحيته، على ألاَّ يتكلَّم أمامهم بالمرة.

جهادات الراهب ”مرقس“

في دير القديس أنبا بولا:

وهكذا صار، فقد سافر ”مرقس“ إلى دير القديس أنبا بولا وانفرد هناك للعبادة. وحفر لنفسه في هذا الدير قبراً بجانب البستان، وصار يصوم في ذلك القبر يومين يومين. وكان عندما يُضايقه العدو بالجوع في اليوم الأول، كان يُعزِّي نفسه ويُهدِّئها قائلاً لنفسه: ”لا تقلقي يا نفسي ولا تحزني، لأنه مكتوب هكذا: «إنه في العِشَاء يكون البكاء، وفي الصباح يكون الفرح». فها أنتِ اليوم يا نفسي صائمة وفي الغد ستأكلين وتفرحين“. فكانت نفسه تتعزَّى بهذا الكلام الصالح وتقتنع به وتصبر صائمة من يوم إلى يوم. وقد نما الأب مرقس في الصوم بالتدريج قليلاً قليلاً إلى أن صار يصوم ثلاثة ثلاثة، وبعد ذلك أربعة أربعة، وبعد قليل أكمل الأسبوع.

إقامته ست سنوات في دير أنبا بولا،

ثم نقله إلى دير أنبا أنطونيوس:

كان الراهب ”مرقس“ يعمل في دير أنبا بولا حمَّالاً للحطب. وكان إخوته الرهبان يحاولون أن يغصبوه على الأَكل ليكسر القانون الذي وضعه لنفسه. فكان يحمل ما يعطونه من الزاد والخبز ويُطعمه للجمَّال خفية عن أعينهم، بينما كان سائراً في الطريق، ويظل يطوي أيامه السبعة في الصوم.

وهكذا أقام بدير القديس أنبا بولا ست سنوات لم يجلس فيها مع إخوته الرهبان على المائدة. ولم يُشاهده أحد يأكل، بل كان إذا أكل لا يأكل إلاَّ منفرداً؛ وإذا صام لا يعرف أحد ما هو حدُّ صيامه، حتى أنه تزايد في ضعفه من جراء النُّسك، فاضطر إخوته إلى نقله من دير القديس أنبا بولا إلى مجمع الرهبان الكبير بدير القديس أنبا أنطونيوس، الذين أوكلوا أحد الرهبان برعايته ليُعطيه طعامه يوماً بيوم، فكان لا يوافقه، بل يترك طعامه على المائدة يومين حتى يجفُّ وينتن، وحينئذ يمضي ويمزجه بالماء ويتناول منه.

+ كان الرهبان في كِلاَ الديرين غير منضبطين في الأكل، فكان الراهب ”مرقس“ يحزن جداً. فإذا ما أكل، كان يبكي وهو يأكل. ولما قَصَدَ إخوته الرهبان معرفة أسباب بكائه على المائدة، كان يقول لهم: ”هكذا، يا أولادي، سأل الإخوة القديس العظيم أنبا باخوميوس أب الشركة (القرن الرابع) عن سبب بكائه على المائدة، فقال لهم: "ما بكائي إلاَّ عليكم، يا إخوتي، لأني أنا آكل خبزاً فقط، وأنتم تأكلون من كل نوع"“.

+ وكان إذا اضطره أحد إخوته الرهبان أن يأكل على المائدة عسلاً أو قليلاً من الزيت، كان ينتهر الأخ قائلاً: ”كُفَّ عني، يا هذا، لئلا تعميني“. وكان لا يُشير إلى عَمَى البصر، بل كان يشرح لإخوته ”أنَّ النفس التي تمتلئ من الشهوات الجسدانية تَعْمَى في ذاتها عن النظر إلى الله“. وكان دائماً يقول لأولاده عندما كانوا يشفقون على جسده من الضعف وآثار الشيخوخة: ”لا يا أولادي، لا تأمنوا لهذا الجسد ولا تُرخوا له الحَبْل حتى إلى باب القبر، لئلا من الشبع تتحرَّك فينا الشهوات“.

+ وبالاختصار، كان هذا القديس مثالاً حيّاً لأولاده وإخوته الرهبان في الحياة النسكية وزُهد العالم. وكانت تنكشف له أسرار عجيبة وخفايا غريبة، حتى أنه وهو بالجسد بين أولاده من الرهبان، كان ينظر بالروح إلى كل الممالك الأرثوذكسية، وكان دائماً يذكر كل واحد من ملوكها، أعني ملوك الحبش والروم والإفرنج وغيرهم. وقد أذاع الرب اسم هذا الشيخ القديس في بلادهم حتى صاروا يحملون إليه من هداياهم ويستغيثون به في شدَّتهم.

+ وقد حضر إلى الدير أحد هؤلاء الملوك وذكر أنه شاهد منظراً للقديس أنبا أنطونيوس، بينما كان يستغيث به وهو في الحرب. ولكنه حينما شاهَد القديس مرقس الأنطوني آتياً من بستان الدير وهو حامل جَرَّتين ماءً، فلما نظره الملك عرفه بأنه هو الشخص الذي رآه في الرؤيا، ففرح جداً، وانطرح على الأرض ساجداً. ومِن عِظَم فرحه بلقاء الشيخ، أخذ يسأله أن يقبل منه شيئاً على سبيل الهدية، فلم يقبل القديس مرقس. لكن الإخوة توسَّلوا عند الشيخ كي يطلب إلى الملك أن يعمل لهم جرساً كبيراً، وهو الموجود حالياً بالدير. وانصرف الملك من الدير، وعمل الجرس الكبير وأرسله. وقد صار هذا الجرس تذكاراً حيّاً للآية التي صنعها الشيخ القديس مرقس الأنطوني مع الإفرنج. لذلك صارت كل طائفة من الإفرنج تحضر للدير تسأل عن أبينا الشيخ، وكان يمنحهم البركة.

+ وكان لا يحضر أحد إلى الشيخ من القريبين أو البعيدين، إلاَّ وينصرفون فرحين متعزِّين، حتى الإخوة أنفسهم الذين كانوا يسكنون معه في هذا الدير، كان لا يَدَع أحداً منهم تحزن نفسه إلاَّ ويُعزِّيه بكلمة الله، فيزول ما به من الحزن في الحال.

+ وقد كان الذين يحضرون إلى الدير، يأتون إلى الشيخ بالهدايا الثمينة، فكان لا يلتفت إليها سوى بالبكاء على جميعهم حتى يرجعوا إلى الرب عن خطاياهم وآثامهم.

+ وفي آخر أيامه كان يُلازم البكاء، حتى أنه سأل الإخوة أن يتركوا له باب ”الطافوس“ (مكان دفن الموتى من الرهبان داخل الدير) مفتوحاً لينزل فيه ويسكن بين الأموات ويبكي. فلما منعوه، أجابهم قائلاً: ”يا أولادي لا تُخاصموني لأنه هكذا قال بعض الشيوخ: "إنَّ الذي يسكن بين الأموات، لا يُخطئ أبداً، لأنه ينظر حال مَن أخطأ قلبه ومات، ويُدرك كيف صار، فيبكي على ما هو صائر إليه مثله"“.

+ وكان دائماً يطلب من المُرتِّل أن يتلو له مراثي إرميا النبي باللحن الحزايني (وهي التي تُتلى في الساعة الثانية عشرة من يوم جمعة الصلبوت)، وكان يُلزِم الجميع بالسكوت مع البكاء وقت التلاوة، إلى أن تنتهي المرثية.

+ ومما يجدر ذكره عن هذا الشيخ، الحادث الذي وقع له هو والقس متى (البابا متَّاؤس المسكين) في الطريق، عندما قبض عليهما الأمير يلبغا للانتقام منهما بسبب الشغب الذي أتاه الإفرنج من أعمال النهب والسطو في مدينة الإسكندرية. فإنَّ الأمير يلبغا، الذي كان حاكماً في تلك الأيام، قام بالانتقام من المسيحيين، وأرسل رُسلاً لكل الأديرة الواقعة في سلطانه يطلب أموالهم.

فلما بلغ الرُّسل إلى دير القديس أنطونيوس، وكان رئيسه ”القس متَّى“، قام رئيس الحملة بالقبض على ”القس متَّى“ رئيس الدير وعاقبه كثيراً للحصول على أموال وذخائر الدير، ولم يستَجِب رئيس الرُّسل لتوسُّل رئيس الدير القس متَّى أن يكُفَّ عن ضربه. حينئذ حنق عليه القس الشيخ مرقس الأنطوني وانتهر القائد قائلاً: ”أَمَا تنظر، يا هذا، أنه يستحلفك بالله لترأف به، وأنت لا تقبل مرضاة الله“. فلما سمع رئيس الجُند كلام الشيخ، ازداد حنقاً وأَمَرَ الجُند أن يُطلقوا سراح القس متَّى رئيس الدير ويضربوا الشيخ القس مرقس الأنطوني عِوَضاً عنه. وهكذا طرح الجُندُ الشيخَ أرضاً وضربوه أمام القائد.

وبعدما فرغ رئيس الجُند من عقاب الرهبان وشيخهم ورئيسهم، أوثق الشيخ مرقس والقس متَّى وجماعة من الإخوة وانطلق بهم إلى مصر، ثم ضيَّق عليهم في الطريق كثيراً بالجوع والعطش والمشي حُفاة في الصحراء. وكان الشيخ كلما سأل رئيس الجُند أن يسقيهم قليل ماء، لا يفعل؛ بل بالكاد دفع لهذا الشيخ قليلاً من الماء دون رفقائه، فامتنع الشيخ مرقس من ذلك ولم يقبل منه الماء حيث لم يشأ أن يشرب الماء وحده دون رفقائه، وطرح الماء أمام القائد وانتهره قائلاً: ”هوذا الرب إلهنا يسقينا من عنده لأنه أكثر رحمة منك“. ثم رفع عينيه نحو السماء، فاستجاب الرب لندائه وأسقط لهم مطراً غزيراً في الحال حتى تعطَّل سَيْر الحملة، واضطر القائد ورجاله إلى الوقوف مكانهم، وتعذَّر سير الخيول من كثرة مياه الأمطار المتدفقة. وحينئذ جلسوا واستراحوا وشرب جميعهم وفرحوا وأخذوا يسألون الشيخ القديس أن يُصلِّي عنهم كي يصلوا إلى مصر ويدخلوها سالمين، فأجابهم قائلاً: ”إنَّ الله لن يدعكم تدخلون مصر، بل ستعودون إلى ديركم سالمين“.

وهذا ما حدث إذ أنَّ الحاكم يلبغا أصدر من مصر مرسوماً وأرسله إلى الحملة يأمر فيه بإطلاق سراحهم وعودتهم إلى ديرهم (عن كتاب رقم 24 تاريخ بمكتبة دير السيدة العذراء بحارة زويلة – صفحة 84 أ، 85، 86). ذكرنا هذه الحادثة باختصار في سيرة البابا متَّاؤس الأول (مجلة مرقس، عدد أكتوبر 2011، من تاريخ كنيستنا، صفحة 28).

الأيام الأخيرة للشيخ القس مرقس الأنطوني:

في أواخر أيامه أعلمه الروح القدس أنَّ ساعته قد اقتربت، وحينئذ صار يُعزِّي بنيه على مفارقته لهم، ويُذكِّرهم بالقول الذي قاله مخلِّصنا يسوع المسيح لتلاميذه: «إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي» (يو 14: 15). وقد كان هذا الأب الشيخ يُشير دائماً لأولاده الرهبان عن اقتراب ساعة انتقاله من هذا العالم حتى أدركه الضعف بغتة، ووقع في مخاض الموت، وصار يُودِّع أولاده وداع الموت.

وظل الشيخ في ذلك المرض إلى كمال السنتين، وقد بلغ هذه الشيخوخة الصعبة والضعف المتناهي، ولم تتغيَّر قواه العقلية، ولم ينقص ضوء بصره من كثرة البكاء؛ بل كان يُميِّز كل مَن يدخل إليه ويُعزِّي كل واحد كاستحقاقه.

ساعته الأخيرة:

ولما دَنَت اللحظة الأخيرة، أشار لتلاميذه وإخوته أن يخرجوا ويتركوه وحده، وكانت الساعة السادسة من النهار (الثانية عشرة ظهراً)، وكان ناقوس الصلاة قد دقَّ. فلما خرج الإخوة للصلاة وتركوه وحده، أسند رأسه على أحد تلاميذه ورشم أعضاءه وحواسه بالصليب، وأسلم الروح للوقت في تلك الساعة بكل هدوء وراحة. ولم يصبر جماعة من الإخوة أن يُكمِّلوا الصلاة، بل حضروا فوجدوه قد أسلم الروح، فحزنوا عليه حزناً عظيماً، وحملوا جسده إلى الكنيسة، وقام القمص أبرآم بتجنيزه بعد أن كفَّنه بأكفان نقية، ودفنوه في قبر جديد داخل البستان.

وكانت نياحة الشيخ القديس مرقس الأنطوني في الساعة السادسة (أي الثانية عشرة) من نهار يوم الاثنين الثامن من شهر أبيب سنة 1102ش.

(مُلخَّصة من كتاب ميامر شهر أبيب - رقم 24 تاريخ بمكتبة العذراء الأثرية بحارة زويلة بالقاهرة).

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis