دراسة الكتاب المقدس


سفر التثنية
سفر توصيات موسى الوداعية
لبني إسرائيل
- 8 -

الأصحاح الثاني من سفر التثنية:
ما زلنا نستعرض الحديث الأول لموسى النبي بخصوص ما عمله الله لشعبه إسرائيل منذ كلَّمهم في حوريب وحتى وصولهم إلى بعل فغور (1: 6-3: 29).

وقد انتهينا من سرد الأحداث التي وقعت بين تحرُّكهم من جبل حوريب ببرية سيناء حتى تجسُّسهم لأرض الموعد ورفضهم الصعود إليها لتملُّكها حسب أمر الرب لهم، وتمرُّدهم على موسى وهارون، مما جلب عليهم غضب الله؛ حتى أقسم في غضبه ألاَّ يرى إنسان من ذلك الجيل الشرير تلك الأرض الجيدة التي أقسم أن يُعطيها لآبائهم. وفي محاولة منهم لإرضاء الرب الذي أغضبوه بعصيانهم قاموا بغزو أرض الموعد رغم تحذير الرب لهم بأن لا يصعدوا لغزوها لأن الله ليس في وسطهم، ولكنهم لم يسمعوا لصوت الرب فعادوا منكسرين (1: 6-46).

والآن نأتي إلى الجزء الثاني من الحديث الأول لموسى النبي، وهو الذي يتكلَّم فيه عن ذكرياتهم في رحلتهم: من قادش إلى موآب، وحتى استيلائهم على شرق الأردن (2: 1-3: 29).

ذكريات تجوالهم حول جبل سعير:

+ «ثم تحوَّلنا وارتحلنا إلى البرية على طريق بحر سوف كما كلَّمني الرب ودُرنا بجبل سعير أياماً كثيرة» (تث 2: 1).

بعد هزيمة الشعب المنكرة في حُرمة، على حدود أرض الموعد، ارتدُّوا إلى واحة قادش برنيع، وأقاموا فيها زماناً، ثم قاموا وارتحلوا منها جنوباً تجاه خليج العقبة، نحو البحر الأحمر، الذي هو بحر سوف، كما أمرهم الرب. وظلوا يدورون حول جبل سعير، وهو الجبل المحيط بأرض أدوم حيث يقطن بنو عيسو، ويقع جنوب البحر الميت ويمتد شرقاً حتى حدود برية العربة، واستمروا في توهانهم في تلك المناطق أياماً كثيرة تُقدَّر بنحو سبع وثلاثين سنة أو أكثر.

واستمر موسى في سرده لتلك الذكريات:

+ «ثم كلَّمني الرب قائلاً: كفاكم دورانٌ بهذا الجبل، تحوَّلوا نحو الشمال. وأوصِ الشعب قائلاً: أنتم مارُّون بتُخْم إخوتكم بني عيسو الساكنين في سعير، فيخافون منكم فاحترزوا جداً. لا تهجموا عليهم، لأني لا أُعطيكم من أرضهم ولا وطأة قدم لأني لعيسو قد أعطيتُ جبل سعير ميراثاً. طعاماً تشترون منهم بالفضة لتأكلوا، وماءً أيضاً تبتاعون منهم بالفضة لتشربوا. لأن الرب إلهك قد باركك في كل عمل يدك عارفاً مسيرك في هذا القفر العظيم، الآن أربعون سنة للرب إلهك معك لم ينقُص عنك شيءٌ. فعَبَرنا عن إخوتنا بني عيسو الساكنين في سعير على طريق العربة على أَيْلَة وعلى عَصْيُون جابر، ثم تحوَّلنا ومررنا في طريق برية موآب» (تث 2: 2-8).

ما زال موسى يُعيد إلى ذاكرتهم تلك الخبرات الأليمة التي اجتازوها على مدى نحو سبع وثلاثين سنة، يجوبون فيها القفار حول جبل سعير في الاتجاه المضاد لأرض الموعد، حتى سقط منهم كل الجيل الذي خرج من أرض مصر، ولم يبقَ منه سوى اثنين فقط هما يشوع بن نون وكالب بن يَفُنَّة. إلى أن جاءهم أمر الرب إلى عبده موسى قائلاً لهم: «كفاكم دوران بهذا الجبل، تحوَّلوا نحو الشمال»، في اتجاه أرض الموعد.

لقد آن الأوان، وانقضت سنين التأديب التي حدَّدها الرب لكي يتحوَّلوا ثانية نحو الشمال متجهين إلى الأرض المشتهاة.

لقد قررتْ كلمة الرب كل شيء، وحدَّدت الوقت المناسب الذي كان يجب على الشعب أن يقضيه في ذلك المكان المُعيَّن، كما أنها رتَّبت كل الطريق الذي يسلك فيه. لم يكن هناك ثمة حاجة لأن يُخطِّط الشعب لنفسه خطةً أو يُرتِّب لنفسه أسلوب تعاملاته مـع كل ما سيُقابله أو مــن سيتقابل معه.

وهنا نلاحظ أن الله القدير، إله جميع الشعوب، يوصي موسى ليحمي بمقتضى أمانته وبرِّه حقوق شعوبٍ أخرى غير الشعب المختار، بالرغم مما يبدو في ذلك من تضييق على الشعب. فقد قال الله لموسى:

+ «أوصِ الشعب قائلاً: أنتم مارُّون بتُخْم إخوتكم بني عيسو الساكنين في سعير، فيخافون منكم فاحترزوا جداً. لا تهجموا عليهم، لأني لا أُعطيكم من أرضهم ولا وطأة قدم لأني لعيسو قد أعطيتُ جبل سعير ميراثاً. طعاماً تشترون منهم بالفضة لتأكلوا، وماءً أيضاً تبتاعون منهم بالفضة لتشربوا».

لقد كان على إسرائيل أن يتعلَّم درساً لا ينبغي أن ينساه، وهو أن فوق العالي مَن هو أعلى منه، وهو المتسلِّط على كل بني البشر، وأن للرب الأرض وكل ملئها، وهو الذي يُقسِّمها بين بني البشر حسب مسرة مشيئته. وهذا ما يجب أن يتعلَّمه أيضاً كل حُكَّام العالم وساسته. فالرب هو ملك الأرض كلها، ويهمُّه كل شئون الأمم، ولا يسكت على ظلم الظالمين. وهذا هو ما قاله بولس الرسول لأهل أثينا عن الله رب السماء والأرض: «إذ هو يُعطي الجميع حياةً ونفساً وكل شيء، وصنع من دمٍ واحد كل أُمة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض، وحَتَمَ بالأوقات المُعيَّنة وبحدود مسكنهم» (أع 17: 26،25).

وقد أوضح الرب لبني إسرائيل سرَّ مطالبته لهم بأن يتركوا إخوتهم بني عيسو وشأنهم، ولا يمسُّوا أراضيهم، إذ يكفيهم أنهم موضوع عناية الرب وبركته على مدى أربعين سنة، هي مدة سيرهم في هذا القفر العظيم. فقد تكفَّل الرب بسدِّ كل إعوازهم فلم ينقص عنهم شيء. فكما كانت يد الرب معهم، وهو الذي أعطاهم أرض كنعان ميراثاً، هو الذي أعطى جبل سعير لبني عيسو.

وبناءً على تحذير الرب لبني إسرائيل أن لا يهجموا على إخوتهم بني عيسو، فقد أرسل موسى إلى ملك أدوم الذي يملك على بني عيسو، يستأذنه في المرور بأرضه حتى يتجه شمالاً إلى أرض كنعان، ولكن ملك أدوم رفض مرورهم بأرضه، كما جاء في (عد 20: 14-21). فاضطر موسى أن يتجه بالشعب جنوباً فمرُّوا بالعربة، ثم بأيلة وهي إيلات على خليج العقبة، ثم بعصيون جابر التي تقع شمالي خليج العقبة. ومن هاتين المدينتين سار موسى وشعبه نحو الشرق ثم نحو الشمال ليدوروا حول بلاد موآب.

تحذيرهم من التعرُّض للموآبيين أيضاً:

+ «فقال لي الرب: لا تُعَادِ موآب ولا تُثِرْ عليهم حرباً، لأني لا أُعطيك من أرضهم ميراثاً. لأني لبني لوط قد أعطيتُ عَارَ ميراثاً. الإيميُّون سكنوا فيها قبلاً. شعبٌ كبيرٌ وكثيرٌ وطويلٌ كالعناقيين، هم أيضاً يُحسبون رفائيين كالعناقيين، لكن الموآبيين يدعونهم إيميِّين. وفي سعير سكن قبلاً الحوريون، فطردهم بنو عيسو وأبادوهم من قدَّامهم وسكنوا مكانهم، كما فعل إسرائيل بأرض ميراثهم التي أعطاهم الرب» (تث 2: 9-12).

أوصى الرب موسى أيضاً أن يُسالم المؤابيين ولا يُعاديهم، لأنهم أيضاً نسل لوط. فموآب هو ابن لوط من ابنته الكبرى (تك 19: 37). ولوط هو ابن أخي إبراهيم أبي الآباء. وقد أعطى الرب هذه الأرض ميراثاً لبني لوط، وكانت أكبر مدنها تُسمَّى ”عار“ أو ”عروعير“ (حسب ما جاء في عدد 36 من نفس الأصحاح الثاني)، وتقع على نهر أرنون.

وبعد أن ذكر موسى كيف أوصاه الرب بأن لا يُعادي موآب، لأنه هو الذي أعطاهم تلك الأرض ميراثاً، عاد وبيَّن لهم كيف آلت تلك الأرض لهم. فقد كان يسكنها الإيميُّون، وقد كانوا قوماً من الجبابرة كالعناقيين، وكانوا يحسبون من نسل الرفائيين. وقد ذُكِرَ الرفائيون مع الإيميين بين الشعوب التي ضربها كدرلعومر أيام إبراهيم (تك 14: 5). وكانوا شعوباً مشهورة بقوتها وبطشها، ولكن الله مدبِّر العالم حسب مشورته المحتومة، هو الذي أبادهم من قدَّام الموآبيين فطردوهم وسكنوا مكانهم، وكذلك فعل الرب مع بني عيسو الذين كانت بلادهم سعير قبلاً يسكنها الحوريون، فأعانهم الرب على طردهم، وأبادوهم من قدامهم وسكنوا مكانهم.

وقد ذكر الرب استيلاء موآب على أرض الإيميِّين، واستيلاء بني عيسو على أرض الحوريين، كمثال لبني إسرائيل لتأكيد وعد الرب لهم باستيلائهم على أرض ميراثهم التي وعدهم بها الرب إلههم، وإن كان ذلك لم يتم بعد. وأما كونها قد ذُكِرَت بصيغة الماضي كأنها تحقَّقت بالفعل، فلأنها في حُكْم الشيء الذي حدث فعلاً، إذ أن كل ما وعد به الرب لابد أن يتمَّ.

عبورهم وادي زارد وتحذيرهم أيضاً من التعرُّض للعمونيين:

وواصل موسى حديث ذكرياته عمَّا قاله الرب لهم بعد ذلك قائلاً:

+ «الآن قوموا واعبُروا وادي زَارَد. فعبرنا وادي زارد. والأيام التي سرنا فيها من قادش برنيع حتى عبرنا وادي زارد كانت ثماني وثلاثين سنة. حتى فَنِيَ كل الجيل رجالُ الحرب من وسط المحلَّة كما أقسم الرب لهم. ويد الرب أيضاً كانت عليهم لإبادتهم من وسط المحلَّة حتى فَنُوا.

فعندما فَنِيَ جميع رجال الحرب بالموت من وسط الشعب، كلَّمني الرب قائلاً: أنت مارٌّ اليوم بتُخم موآب بعَار. فمتى قَرُبتَ إلى تجاه بني عمُّون لا تُعادِهم ولا تهجموا عليهم، لأني لا أُعطيك من أرض بني عمُّون ميراثاً، لأني لبني لوط قد أعطيتها ميراثاً. هي أيضاً تُحسَب أرض رفائيين. سكن الرفائيون فيها قبلاً، لكن العمُّونيين يدعونهم زمزمِّيين. شعبٌ كبيرٌ وكثيرٌ وطويلٌ كالعناقيين، أبادهم الرب من قدَّامهم فطردهم وسكنوا مكانهم. كما فعل لبني عيسو الساكنين في سعير الذين أتلف الحوريين من قدَّامهم فطردوهم وسكنوا مكانهم إلى هذا اليوم. والعُوِّيـُّون الساكنون في القرى إلى غزَّة، أبادهم الكفتوريون الذين خرجوا من كفتور وسكنوا مكانهم» (تث 2: 13-23).

كانت كل تحرُّكات بني إسرائيل حسب أمر الرب لهم، فلم يكونوا يفعلون شيئاً من أنفسهم إلاَّ ما يأمرهم الرب به، فالله هو قائد مسيرة إسرائيل، وما عليه إلاَّ أن يعمل حسبما يؤمَر به. فقد فَنِيَ كل الجيل القديم الذي خرج من أرض مصر كما أقسم الرب. إذ قضى الرب عليهم أن يتجوَّلوا في البرية منذ عصيانهم في قادش برنيع على مدى هذه السنوات الطويلة. وكان قصد الرب أن ينشأ جيل جديد يطيع أوامره ويخضع لتوجيهاته حتى يستحق أن يرث الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً، لأنه لا يمكن للإنسان العتيق أن يرث أرضاً جديدة. فقد كان هذا رمزاً لما سيكون في العهد الجديد، حينما نخلع العتيق ونلبس الجديد لكي نرث ملكوت السموات.

وبعدما عبروا وادي زارد (وهي كلمة عبرية معناها: ”ازدهار“)، كان أمامهم أن يعبروا نهر أرنون أيضاً، ويُدعى هذا النهر اليوم ”وادي الموجب“ بالمملكة الأردنية. وهكذا وصلوا إلى حدود موآب، وإلى مدينتهم ”عار“ التي تقع على نهر أرنون، وتُسمَّى الآن ”عروعير“.

ومرة أخرى يُذكِّرهم موسى بكلام الرب له وتحذيره لهم بأن لا يقربوا من أرض بني عمون، لأنهم أيضاً من نسل لوط من ابنته الصغرى (تك 19: 38)، لأنه قد أعطى لهم هذه الأرض ميراثاً. فقد كان يسكنها الرفائيون الذين يُسمَّوْن أيضاً الزمزميين (أي المزمِّرون)، وهم من الشعوب المشهورة بضخامة جثثهم وجبروتهم، ولكن الرب أخضعهم لبني عمون، كما فعل مع بني عيسو الذين أخضع لهم الحوريين، ومع الكفتوريين الذين من نسل مصرايم بن حام بن نوح (تك 10: 14) الذين أخضع لهم العويين الذين كانوا من سكان فلسطين وغزة.

وقد ذكر الرب هذه الأمثلة لكي يُقوِّي إيمان بني إسرائيل ويُشجِّعهم على دخول أرض كنعان، فإنه حقّاً ما قاله داود المرتل في مزموره: «للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها» (مز 24: 1). فالرب هو ملك الأرض كلها، يُقسِّمها بين بني البشر حسب مسرة مشيئته، ويوزِّع ممالك الأرض كما يحسُن في عينيه.

عبور وادي أرنون ومواجهة سيحون ملك الأموريين:

+ «قوموا ارتحلوا واعبروا وادي أرنون. انظر، قد دفعتُ إلى يدك سيحون ملك حشبون الأموري وأرضه. ابتدِئْ تملَّك وأَثِرْ عليه حرباً. في هذا اليوم أبتدئُ أجعل خشيتك وخوفك أمام وجوه الشعوب تحت كل السماء، الذين يسمعون خبرك يرتعدون ويجزعون أمامك.

فأرسلتُ رُسلاً من برية قديموت إلى سيحون ملك حشبون بكلام سلام قائلاً: أَمُرُّ في أرضك، أسلك الطريق الطريق. لا أميل يميناً ولا شمالاً. طعاماً بالفضة تبيعني لآكل وماءً بـالفضة تُعطيني لأشـرب. أَمُـرُّ بـرجلَيَّ فقط. كما فعل بي بنـو عيسـو الساكنون في سعير والمؤابيـون الساكنون في عـار، إلى أن أعبـُر الأردن إلى الأرض التي أعطانا الـرب إلهنا.

لكن لم يشأ سيحون ملك حشبون أن يَدَعَنا نَمُرَّ به، لأن الرب إلهك قسَّى روحه وقوَّى قلبه لكي يدفعه إلى يدك كما في هذا اليوم. وقال الرب لي: انظر، قد ابتدأتُ أدفع أمامك سيحون وأرضه. ابتدئ تملَّك حتى تمتلك أرضه. فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب إلى ياهص. فدفعه الرب إلهنا أمامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. وأخذنا كل مُدنه في ذلك الوقت وحرَّمنا من كل مدينة الرجال والنساء والأطفال، لم نُبقِ شارداً. لكن البهائم نهبناها لأنفسنا وغنيمة المدن التي أخذنا، من عروعير التي على حافة وادي أرنون، والمدينة التي في الوادي إلى جلعاد لم تكن قريةٌ قد امتنعت علينا. الجميع دَفَعَه الرب إلهنا أمامنا. ولكن أرض بني عمُّون لم نقربها، كل ناحية وادي يَبُّوق ومدن الجبل وكل ما أوصى الربُّ إلهنا» (تث 2: 24-37).

هنا يحكي موسى تذكار أول انتصار حقَّقه إسرائيل بأمر الرب على الأموريين. فمنذ حوالي ثمانٍ وثلاثين سنة ثار الجيل المتمرِّد على موسى ورفضوا الصعود لمحاربة الأموريين، وقالوا: «الرب بسبب بغضته لنا قد أخرجنا من أرض مصر ليدفعنا إلى الأموريين لكي يهلكنا» (تث 1: 27). ولكن الجيل الجديد المطيع لأمر الله قد حقَّق الانتصار عليهم بطاعته.

وأخيراً بدأ إسرائيل يتذوَّق طعم الوعد بالأرض التي أعطاها له الرب ليرثها، وإن كانت ليست هي أرض الميعاد، لأنها كانت تقع على الجانب الشرقي من نهر الأردن، شمالي نهر أرنون، ويحدُّها من الشمال نهر يبُّوق. وقد جاء ذِكر هذا الانتصار في (عد 21: 21-30).

وهكذا كان انتصارهم عظيماً، وكان باكورة انتصاراتهم وتملُّكهم للأرض. وظلُّوا يتغنون بهذا الانتصار في ترانيمهم ومزاميرهم على مدى الأجيال، كما جاء في سفر المزامير: «الذي ضرب أُمماً كثيرة وقتل ملوكاً أعزاء. سيحون ملك الأموريين، وعوج ملك باشان، وكل ممالك كنعان. وأعطى أرضهم ميراثاً، ميراثاً لإسرائيل شعبه» (مز 135: 10-12).

وكذلك: «الذي ضرب ملوكاً عظماء، لأن إلى الأبد رحمته. وقتل ملوكاً أعزاء، لأن إلى الأبد رحمته. سيحون ملك الأموريين، لأن إلى الأبد رحمته. وعوج ملك باشان، لأن إلى الأبد رحمته. وأعطى أرضهم ميراثاً، لأن إلى الأبد رحمته. ميراثاً لإسرائيل عبده، لأن إلى الأبد رحمته. الذي في مذلتنا ذكرنا، لأن إلى الأبد رحمته. ونجَّانا من أعدائنا، لأن إلى الأبد رحمته» (مز 136: 17-24).

وهكذا تحقَّق قول الرب إنه جعل خشية شعبه وخوفه أمام وجوه الشعوب تحت كل السماء. فكل مَن سمع بهزيمة هذا الملك العظيم، كانوا يرتعبون من ذلك الشعب الذي يُسانده الرب، فلا يقدر أحد أن يغلبه. ?

(يتبع)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis