طعام الأقوياء
- 60 -



«لأنه فيه سُرَّ أن يحلَّ كلُّ الملء»
(كو 1: 19)

+ «والكلمة صار جسداً وحـلَّ بيننا، ورأينا مجـده مجـداً كمـا لوحيدٍ مـن الآب، مملوءاً نعمةً وحقّاً» (يو 1: 14).

بعد أن افتتح القديس يوحنا الإنجيلي بشارته بقوله: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» (يو 1: 1)، فإنه أراد أن يشهد لنا بما تعلَّمه وأُوحي به إليه، أنَّ ”الكلمة“ كائنٌ في الله منذ الأزل، قائمٌ ودائمٌ عند الله قبل كل الخليقة، وليس هذا فقط، بل أضاف قائلاً:

+ «كلُّ شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مِمَّا كان. فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس» (1يو 1: 4،3).

فالكلمة أَخَذَت منه الخليقة مبدأها الزمني، فهو مصدر وجودها وحركتها واستمرارها، ولكنه ظلَّ حُرّاً منها لا يحدُّه زمان أو كيان؛ لأنه هو في كيانه أصل الحياة والوجود.

فالكلمة فيه الحياة أصلاً كإحدى خصائص الجوهر الإلهي الأزلي، وذلك بناء على قوله عن نفسه وعن الآب الذي هو فيه ومنه: «لأنه كما أنَّ الآب له حياة في ذاتـه، كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته» (يو 5: 26).

«والكلمة صار جسداً»:

”صار“ هنا جـاءت باليونانية: +++++++، وهي لا تفيد أنَّ الكلمة قد توقَّف عن أن يكون ”الكلمة“. ولكن القول ”صار“ يفيد أَخْذه جسداً يَستعلِن به شخصه للبشرية. وهذا الجسد لا يعني أنه جزءٌ من الإنسان، ولكنه تعبير لاهوتي عن طبيعة الإنسان ككل: جسداً ونفساً وروحاً، وهو ما نُعبِّر عنه بالقبطية: ”Afsicar[“.

وهـو مـا نُعبِّر عنه في التسبحة بقولنا: ”أشرق جسديـاً مـن العذراء بغـير زرع بشـر حتى خلَّصنا“(1).

+ وتشرح التسبحة هـذا السرَّ الإلهي الذي يفوق كل إدراك بشري بتعبيرات لاهوتية عميقة:

[الكائن الذي كان (”يهوه“ في العهد القديم) الذي أتى وأيضاً يأتي (رؤ 1: 8،4)، يسوع المسيح الكلمة الذي تجسَّد بغير تغيير وصار إنساناً كاملاً. لم يَفِض ولم يختلط ولم يفترق بشيء من الأنواع من بعد الاتحاد؛ بل طبيعة واحدة وأقنوم واحد وشخص واحد لله الكلمة](2).

[تعالوا انظروا وتعجَّبوا وسبِّحوا وهلِّلوا بابتهاج لهذا السرِّ الذي ظهر لنا؛ لأن غير المتجسِّد تجسَّد، والكلمة تجسَّم، وغير المبتدئ ابتدأ، وغير الزمني صار زمنيّاً. غير المُدرَك لمسوه، وغير المرئي رأوه. ابـن الله الحي صـار بشريّـاً بالحقيقة. يسوع المسيح هـو هو أمساً واليوم وإلى الأبد، بأقنوم واحد، نسجد له ونُمجِّده](3).

[الواحـد مـن الثالـوث، المساوي للآب في الجوهر، لمَّا نظر إلى ذُلنا وعبوديتنا المُرَّة؛ طأطـأ سموات السموات، وأتى إلى بطـن العذراء، وصار إنساناً مثلنا، ما خلا الخطية وحدها... لم يَزَل إلهاً، أتى وصار ابن بشر، لكنه هو الإله الحقيقي، أتى وخلَّصنا](4).

+ ويُعبِّر القديس كيرلس الكبير عن تجسُّد الله الكلمة، وقَصْد الله من هذا التجسُّد بقوله:

[إنَّ الله الكلمة قـد أهبط نفسه إلى الإخـلاء (وهـذا مـا عبَّر عنه بولس الرسول بقوله: «لكنه أخلى نفسه، آخِذاً صورة عبد، صائراً في شِبْه الناس» - في 2: 7) دون أن يضطره أحد إلى ذلك، بل بمشيئته الخاصة وحسب مسرَّة الآب، صار إنساناً. وبينما هو محتفظ تماماً بصفات طبيعته الخاصة بلا نقصان ولا تغيير، قـد اقتنى لنفسه الناسوت (الطبيعة البشرية) بحسب التدبير. فهو يُعتَبَر ابناً واحداً من اثنين: (اللاهوت والناسوت)؛ إذ قـد اجتمعت واتَّحـدت معـاً في شخصـه الواحـد(5)، بطريقةٍ لا توصف ولا تُفحص، الطبيعتان: الإلهية والبشرية، لتُكوِّنا معاً وحدةً بطريقةٍ لا يمكن تصوُّرها...

فهو إله، وهو أيضاً بعينه، وبآنٍ واحد، إنسان... فلهذا السبب أيضاً هو يُعتَبَر وسيطاً (بين الله والناس)(6)، لأن الاثنين اللذين كانا بحسب الطبيعة متباعدَيْن جداً عـن بعضهما، إذ كانت تفصل بينهما هوَّةٌ بلا قياس، أعني اللاهوت والناسوت؛ قد أظهرهما مجتمعَيْن ومتَّحدَيْـن في نفسه، وبـذلك ربطنا بواسطة نفسه مع الله أبيه](7).

«ومِنْ ملئه نحن جميعاً أخذنا،

ونعمة فوق نعمة» (يو 1: 16):

يقول يوحنا الرسول في إنجيله: «والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا» (يو 1: 14)، وقد جاءت في اليونـانية: +++++++++++++++++++++++++، والتي يمكن ترجمتها: ”وحلَّ (بخيمته) فينا“. ثم يُكمِل قائلاً: «ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب، مملوءاً نعمةً وحقّاً» (يو 1: 14).

+ ويشرح ذلك الأب متى المسكين في تفسيره لإنجيل يوحنا:

[واضح أنَّ «حلَّ بيننا» بمفهومها المنطبق على سُكنى الحضرة الإلهية في الجسد على مستوى (ما جاء) في خيمة الاجتماع (لأن اللفظ اليوناني المستعمل هنا: +++++++++ مأخـوذ مـن الكلمة العبرية ”الشاكيناه“ أي سُكنى الحضرة الإلهية)، حيث كانت خيمة الاجتماع لابـد أن يُـرافقها استعلان مجـد الله. وهنا يُقدِّم القديس يوحنا شهادتـه كواحدٍ مـن الذيـن رأوا هذا المجد... وهنا يتحتَّم علينا، أيها القارئ العزيز، أن نوضِّح قيمـة رؤيـة الإيمان غير العيني (حسب اللفظ اليوناني: ++++++++++)؛ إذ أنـه أصلاً قـائم على رؤيـة علنية منظورة ومحسوسة؛ إذ كانت تخص الكلمة المتجسِّد، هذه الرؤيـة العلنية التي ارتفعت عندهم إلى رؤيـة غير مُعتَمِدة على النظر والسمع. هذه هي الرؤية الإيمانية الصرف، التي سلَّمها الرسل للكنيسة، فصارت هي أساس الإيمان القويم غير المُعتمِد على المشاهدة ورؤيا العين، ولكن بَقِيَ الرسل هم أساس هذا الإيمان الوحيد. لذلك نحن نؤمن بالرسولية الكنسية عن حقٍّ وأصالة وضرورة حتَّمتهـا رؤيتهم القائمـة على الرؤيـة العينية والمشـاهـدة واللمـس التي اختصُّـوا بهـا وحـدهم دون جميع مَـن رأوا الـرب. لهـذا صـار هـذا الإيمـان الرسـولي المؤسَّـس على ++++++++++، هـو ذخيرة الكنيسة، التي عليها تعيش، وبها نمسك كمَنْ يمسك الحياة الأبدية.

وهذا الأساس الرسولي الإيماني القائم على الرؤية الإيمانية غير العينية، يضعه القديس يوحنا الرسول موضع الشهادة الرسولية، لكي يُعتَمَد بختمٍ رسولي: «الذي كان في البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمَسَتْه أيدينا، من جهة كلمة الحياة. فإنَّ الحياة أُظْهِرَتْ، وقـد رأينـا ونشهد ونُخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظْهِرَتْ لنا. الذي رأيناه وسمعناه نُخبركم به، لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا. وأمَّا شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً» (1يو 1: 1-4). وأيضاً قوله: «ونحن قـد نظرنا ونشهد أنَّ الآب قـد أَرسَل الابن مُخلِّصاً للعالم» (1يو 4: 14)...

وأمَّا قوله: «رأينا مجده»، فهو يقصد مجد ”الكلمة بعد أن صار جسداً“... وقد اتَّضح من تسجيلات حادثة التجلِّي أنه فعلاً تغيَّرت هيئته الجسدية، ولمع وجهـه كـالشمس، وابيضَّت حتى ثيابه كالنور. ويصف بطرس الرسول هذا المجد الذي رآه على الجبل، أنه عاين عظمته أي جلاله وقدرته، وأنه أَخَذَ من الآب كرامة ومجداً: «مجداً كما لوحيد من الآب، مملوءاً نعمةً وحقّاً»](8).

+ ويؤكِّد القديس كيرلس الكبير على سمو مجد الكلمة المتجسِّد باعتباره الابن الوحيد من الآب (مونوجنيس)، وذلك بقوله:

[بعد أن قال (القديس يوحنا الإنجيلي) إنَّ «الكلمة صار جسداً»، أي صار إنساناً، وبعد أن جعله معنا في الأُخُوَّة الخاصة مع الخلائق والعبيد؛ يعود ويؤكِّد كرامته الإلهية التي لم تتغيَّر، ويُعلنه لنا إلهاً كاملاً، له كـل صفات وطبيعة الآب. فالطبيعة الإلهية لها ثباتها الخاص بها، ولا تقبل التغيُّر إلى ما ليس منها؛ بل تظلُّ بلا تبديل، محتفظة بما لها من صفات. ولأجل ذلك بعد أن قال الإنجيلي: «الكلمة صار جسداً»، عاد وأكَّد أنه لم يخضع لضعفات الجسد، ولم يفقد قوَّته ومجده الإلهيَّيْن، عندما لَبِسَ جسد الضعف الذي بلا مجد؛ فقال: «ورأينا مجده»، الذي يفوق كل مجد، والذي يجعل كل مَن يراه (رؤية العين المستنيرة)، يعترف أنه ”مجد الابن الوحيد، ابن الله الآب، المملوء نعمةً وحقّاً“... الذي لا يُقاس بما لدى الآخرين، بل بما لا يُقاس مـن مجد ورفعة. لأن النعمة التي فيه لا يمكـن قياسها، فهي لم تُؤخذ من آخر؛ بل هي كاملة وحقيقية، لأنها في الكامل والحق. فالنعمة والحق لم تُعطَ له ولم توهَب مـن خارجه كـإضافة؛ بل هي خاصة به كصفات خاصة بالذي هو من جوهر الآب وبمَن هو في الآب... وهو كإله بالطبيعة فإنه يتعدَّى الحدود الإنسانية، والذي هو الابن الحقيقي يفوق الذين هم أبناء بالتبنِّي...

«ومِـنْ ملئه نحـن جميعاً أخذنـا» (يو 1: 16)... لأننا نحـن جميعاً الذيـن كُتبت أسماؤنا في عداد القدِّيسين، نحن نأخـذ مـن ملئه. وطبيعة الإنسان تنـال السمو من غِنَى صلاحه، وليس من امتيازاتها الخاصة حينما نحتاج لنوال هذا السمو. لأنه من ملء الابن، كمـا مـن الينبـوع الأصلي، وعطية النِّعَم الإلهية؛ تتدفَّق على كل نفس تستحق أن تأخذ. وإذا كـان الابن يُعطي من ملء طبيعته، فالخليقة هي التي تأخذ. فكيف يمكن أن يعتقد أحدٌ أنَّ الخليقة لها ذات المجد الذي يليق بالابـن الوحيد لله! فهـو يعلو الجميع بسبب طبيعته الخاصة، ويفوق الكـل بحسب كرامة كيانه في أبيه...

ولكن علينا أن نُلاحظ أنه يقول عن الابن إنه ”مملوء“، أي كامل في كل شيء، وبالتالي لا يحتاج إلى شيء بالمرَّة. ولذلك يستطيع أن يُعطي الكـل، دون أن يُصيبـه النقـص، ويحتفظ بعظمتـه وسموه ومجـد كرامته، ويظلُّ كما هو دائماً](9).

«لأنه فيه سُرَّ أن يحلَّ كلُّ الملء»:

لقد كان بولس الرسول هو أول مَن كشف لنا هذا السرَّ الذي أعلنه القديس يوحنا الإنجيلي بقوله في الإنجيل عندما كتبه في أواخر القرن الأول الميلادي، عن الرب يسوع: «ومِن ملئه نحن جميعاً أخذنا، ونعمة فوق نعمة». فقد أوضح لنا القديس بولس أنه من ملء الابن الوحيد، كلمة الله المتجسِّد، نأخذ نحن ما نحتاجه كما من ينبوع لا ينضب، يُعطينا كل كفايتنا؛ إذ جعله الآب: «رأساً فوق كلِّ شيء للكنيسة، التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكلَّ في الكلِّ» (أف 1: 23،22).

فبولس الرسول، في رسالته إلى أهل أفسس من بدايتها، يُبارِك الله أبا ربنا يسوع المسيح بلسانٍ مُفعم بالشكر والتمجيد وبأحاسيس غاية في التبجيل والتكريم لإلهنا الصالح: «الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويَّات في المسيح» (أف 1: 3). ثم أَخَذَ يُعدِّد تلك النِّعَم التي نلناها في المسيح، «ونعمة فوق نعمة»، قائلاً: «كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قدِّيسين وبلا لوم قُدَّامه في المحبة، إذ سبق فعيَّننا للتبنِّي بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرَّة مشيئته، لمدح مجـد نعمته التي أَنْعَم بها علينا في المحبوب، الـذي فيه لنا الفداء بدمـه، غفران الخطايا، حسب غِنَى نعمته، التي أجزلها لنا بكل حكمةٍ وفطنةٍ. إذ عرَّفنا بسرِّ مشيئته، حسب مسرَّتـه التي قَصَدَها في نفسه، لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كلَّ شيء في المسيح، ما في السموات وما على الأرض، في ذاك. الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً، مُعيَّنين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته، لنكون لمدح مجده، نحن الذيـن قـد سبق رجاؤنـا في المسيح. الـذي فيه أيضاً أنتم، إذ سمعتُم كلمـة الحق، إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتِمْتُمْ بروح الموعد القدوس، الذي هو عربون ميراثنا، لفداء المُقتَنَى (أي الذيـن اقتناهم بدمـه)، لمدح مجده» (أف 1: 4-14).

وبعد أنَّ عدَّد بولس الرسول كل هذه النِّعَم التي أجزلها الله لنا بكل حكمة وفطنة، انطلق قلمه وقلبه بالصلاة من أجلهم: «كي يُعطيكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والإعلان في معرفته، مستنيرة عيون أذهانكم، لتعلموا ما هو رجاء دعوتـه، وما هـو غِنَى مجد ميراثـه في القدِّيسين، وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدَّة قوَّته الذي عَمِلَه في المسيح، إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويَّات، فوق كل رياسة وسلطان وقوَّة وسيادة، وكل اسم يُسمَّى، ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضاً، وأخضع كل شيء تحت قدميه، وإيَّاه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة، التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكلَّ في الكلِّ» (أف 1: 17-23).

ولم يكتفِ بـولس الرسول بهذا القدر مـن الدعاء الذي كَشَفَ فيه هدف المسيح النهائي من موته وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب وإخضاع كل شيء تحت قدميه، وهو أن يؤول كل ذلك للكنيسة التي هو رأسها، وهي جسده، الذي يربطه بها رباطاً لا ينفصم «ملء الذي يملأ الكلَّ في الكلِّ».

ولكنه عـاد أيضاً وقدَّم مـن أجلهم صلاة منسحقة برُكبٍ منحنية: «بسبب هذا أَحْني رُكبتيَّ لدى أبي ربنا يسوع المسيح، الذي منه تُسمَّى كلُّ عشيرة في السموات وعلى الأرض. لكي يُعطيكم بحسب غِنَى مجده، أن تتأيَّدوا بالقوَّة بروحه في الإنسان الباطـن، ليَحِـلَّ المسيح بـالإيمان في قلوبكم، وأنتم مُتأصِّلون ومُتأَسِّسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تُدركـوا مع جميع القدِّيسين، ما هو العرض والطول، والعُمْق والعُلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، لكي تمتلئوا إلى كلِّ ملء الله» (أف 3: 14-19).

ولكي يؤكِّد، لهم ولنا أيضاً، قَصْد الله الأزلي من نزوله وتجسُّده وموته وقيامته وصعوده، عاد وقـال أيضاً: «الذي نزل هـو الذي صَعِدَ أيضاً فوق جميع السموات، لكي يملأ الكـلَّ... لأجل تكميل القدِّيسـين، لعمل الخدمـة، لبُنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنـا إلى وحدانيـة الإيمان ومعرفة ابـن الله. إلى إنسانٍ كامل. إلى قياس قامة ملء المسيح. كي لا نكون في ما بعد أطفالاً مُضطربين ومحمولين بكلِّ ريح تعليم، بحيلة الناس، بمَكْـرٍ إلى مكيدة الضـلال. بـل صادقين في المحبة، ننمو في كلِّ شيء إلى ذاك الذي هو الرأس: المسيح» (أف 4: 10-15).

(يتبع)

(1) ثيئوتوكية الاثنين (القرار).
(2) ثيئوتوكية الاثنين (القطعة السادسة).
(3) ثيئوتوكية الأربعاء (القطعة السابعة).
(4) ثيئوتوكية الخميس (القطعة الثامنة).
(5) ”وجعله واحداً مـع لاهوتـه، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير“ (الاعتراف الأخير - القدَّاس الإلهي).
(6) انظر (1تي 2: 5).
(7) Dialogue 1 on the Trinity (PG 75, 692-693).
(8) ”شرح إنجيل القديس يـوحنا“، الجزء الأول، ص 96-99.
(9) ”شرح إنجيل يوحنا“، للقديس كيرلس الإسكندري (الجزء الأول)، ترجمة مؤسسة القديس أنطونيوس.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis