قصة رمزية


رسالة من أب إلى قاتل ابنه في غرفة الإعدام

باعتباري أب الضحية الذي أنت قتلته، فإنَّ عندي رسالة مهمة أُريد أن أقولها لك.

إني أغفر لك ما فَعَلْتَه بابني. من كل قلبي إني أغفر لك.

أنا أعلم أن ذلك العرض قد يكون صعباً عليك أن تُصدِّقه، لكني أنا سأفعل ذلك، إذا وافقتَ.

في يوم المحاكمة حينما اعترفتَ بالأحداث التي كلَّفتْ ابني فقدان حياته، ثم سألتني المغفرة؛ ففي الحال أنـا قدَّمتُ لك هـذه المغفرة مـن كل قلبي. وكل ما أرجوه أن تُصدِّقني وتقبل مغفرتي لك.

وليس هذا كل ما أُريد أن أقوله لك. فإني أعرض عليك الآتي: أنا أُريد أن تكون أنت ابني بالتبنِّي.

أنت تعرف أن ابني هذا كان هو ابني الوحيد. والآن، أنا أُريدك أن تُشاركني حياتي معك، وسأترك كل ميراث ابني لك.

قد لا تفهم ولا أحد يفهم ما أعرضه عليك، ولكني أرى أنك في نظري تستحق هذا العرض.

لقد رتَّبتُ كل شيء، فإنْ قبلتَ مغفرتي لك، فليس فقط ستكون المغفرة لك، بل أنت سوف تكون مُطلق السراح من حُكْم الإعدام، وجريمتك سوف تُمْحَى. وفي هذه الحالة، سوف تصير ابني المُتَبَنَّى، والوارث لكل غِنَاي.

أنا أعلم أني أُخاطر بهذا العرض مني إليك. ولك أن ترفض عرضي هذا تماماً، ولكني أُقدِّمه لك بدون تحفُّظ.

وفي الوقت نفسه أنا أعلم أنَّ البعض قد يعتبر هذا حماقة مني أن أُقدِّم هذا العرض إلى الشخص الذي أهدَرَ حياة ابني، ولكني أُكِنُّ لك من قلبي المحبة الشديدة، والمغفرة لك لا رجوع فيها، إنْ أنت قَبِلْتها.

وأخيراً، فيجب أن تُدرك أنه حالما أنت تقبل هذا العرض، فلابد أن تعرف أن قبولك عرضي هذا لا يعني أنَّ لك الحق أن ترث غِنَاي، بل هو هِبَة مجانية مني لك.

لا شيء يمكن أن يكون أفضل من الحق. فإن كنتُ أغفر لك موت ابني، فإنه يمكنني أيضاً أن أغفر لك كل شيء آخر.

أنا أعلم أنك لا يمكن أن تكون كاملاً في كل شيء، ولكني لا أشترط عليك أن تكون كاملاً في كل شيء لتنال عَرْضي هذا.

وبجانب هذا، فحالما تقبل عَرْضي هذا، وتبدأ في الانتفاع من ميراثي الذي سيأتيك مني؛ فاستجابتك لهذا العرض يجب أن تكون مُقترنة بالشكر وممارسة الحياة الطاهرة فيما بعد.

البعض سوف ينعتونني بالجنون بسبب عرضي هذا الذي أُقدِّمه لك مجاناً، ولكني أُريدك أن تحسَّ بأُبوَّتي لك، وتعترف ببنوَّتك لي.

مع كل محبتي،،

آب يسوع المسيح

+++

+ «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 3: 16).

+ «الله الذي هو غنيٌّ في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبَّنا بها، ونحن أمواتٌ بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مُخلَّصون، وأقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويَّات في المسيح يسوع، ليُظهِر في الدهور الآتية غِنَى نعمته الفائق، باللطف علينا في المسيح يسوع» (أف 2: 4-7).

+ «إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبنِّي الذي به نصرخ: ”يا أَبَا الآب“... فـإن كُنَّا أولاداً فـإننا ورثـة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح» (رو 8: 15-17).

+ «الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا معه كـل شيء؟» (رو 8: 32)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis