عن الأعياد


الأعياد
بين العهدَيْن القديم والجديد
- 2 -

في الجزء الأول من هذا المقال (عدد ديسمبر 2014، ص 38)، عرضنا لنشأة الأعياد في العهد القديم، بدءاً بتقديس السبت، ثم كان الترتيب الإلهي بالاحتفال بمناسبات بعينها، اعترافاً برعاية الله لشعبه وخروجهم من مصر بذراع رفيعة، والعناية بهم خلال مسيرتهم الطويلة في البرية. فكانت الأعياد الرئيسية السبعة، وهي: الفصح، والفطير، والباكورة، والأسابيع، والأبواق، والكفَّارة، والمظال.

+ تراجُع الجانب الروحي للأعياد اليهودية:

ظل الإسرائيليون على التزامهم بالاحتفال بأعيادهم. على أنه مع الاعتياد، بمرور السنين، أَخَذ معظمهم في الانحراف عن القصد الإلهي من الأعياد، وفترت المحبة الأولى، وصار التركيز على الجوانب الطقسية الخارجية (وإنْ كانت بالفعل تُشكِّل عنصراً أساسياً) مع تباعُد القلب عن الله(1).

وسجَّلت كُتُب الأنبياء عدم رضا الرب على عبادة إسرائيل الباطلة، وتحوُّل أعيادهم إلى احتفالات شعبية ميِّتة: «هذا الشعب قد اقترب إليَّ بفمه وأكرمني بشفتيه، وأما قلبه فأبعده عني» (إش 29: 13)، «رؤوس شهوركم وأعيادكم بَغَضَتْها نفسي. صـارت عليَّ ثِقَـلاً. مَلِلْتُ حَمْلَها» (إش 1: 14)، «وأُبطِل كلَّ أفراحها: أعيادها ورؤوس شهورهـا وسبوتهـا وجميع مواسمهـا» (هـو 2: 11)، «بَغَضْتُ كَرِهْتُ أعيادكم، ولستُ ألتذُّ باعتكافاتكم. إني إذا قدَّمتم لي محرقاتكم وتقدماتكم لا أرتضي، وذبائح السلامة من مُسَمَّناتكم لا ألتفت إليها... وأُحوِّل أعيادكم نوحاً، وجميع أغانيكم مراثيَ» (عا 5: 22،21؛ 8: 10).

فالأعياد بالرغم من أنها كانت فرصة بهيجة للِّقاء مع الله، وتذكُّر رفقته وإنقاذه وعطاياه كل الأيام؛ إلاَّ أنها لمَّا فَقَدَت روحها وصارت أداءً دورياً آليّاً، اسْتُبعِد الله منها، ولم يبقَ فيها إلاَّ الشكل؛ فَقَدَت أيضاً رضاء الله.

+ المسيح والأعياد اليهودية:

يُسجِّل الكتاب أنَّ مريم العذراء ويوسف كانا «يذهبان كلَّ سنة إلى أُورشليم في عيد الفصح. ولمَّا كانت له (الرب يسوع) اثنتا عشرة سنة صَعِدُوا إلى أُورشليم كعادة العيد. وبعدما أَكْمَلُوا الأيام...» (لو 2: 41-43). أي أنَّ المسيح، وهو بعد صبي، كان يذهب مع أُمِّه ويوسف التقيَّيْن إلى أُورشليم في عيد الفصح (والفطير) ويقضون هناك أيام العيد الثمانية. والربُّ لم يكن مجرد يهودي ملتزم يحتفل بالأعياد (يو 4: 45؛ 5: 1؛ 7: 10؛ 12: 12)، ولكنه كان مؤسِّسها ومحورها. ومِن هنا كان يُعلِّم في الهيكل في أثنائها (منذ أن كان صبياً - لو 2: 47،46) قاصداً أن يكشف معانيها الأعمق وأبعادها الخافية التي تتحقَّق في الإيمان به باعتباره المسيَّا مُخلِّص العالم (مت 1: 21).

كان المسيح يتكلَّم كمَن له سلطان، كمُرسِل الأنبياء، صاحب الوصايا ورب البيت:

+ فهو يُعلِن، ابتداءً، أنه لم يأتِ لينقض الناموس والأنبياء (فهو لم يكن غريباً عنهما)، وإنما ليُكمِّلها ويُحقِّق أهدافها، ويُقدِّم «عهداً جديداً. ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأُخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدي، فرفضتهم... بل هذا هو العهد... أجعل شريعتي في داخلهم، وأكتبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً» (إر 31: 31-33؛ عب 8: 8-10؛ 10: 17،16).

+ كما أدان رياء العبادة التي غلبت عليها المظاهر (مت 6: 16،5،2)، ومحبة المال واكتنازه (مت 6: 24،19)، والحياة المادية (مت 6: 25).

+ وهو كان يصنع بعض معجزاته في السبت(2) الذي تحوَّل على أيدي اليهود الشكليين إلى يوم سلبي لا روح فيه، حيث كانوا يحرصون على وزن ما يحملونه والمسافة التي يقطعونها، تاركين طاعة الوصايا بروحها. وكثيراً ما آخَذوا الرب على مواقفه، ولكنه جدَّد مفهوم السبت بتكريسه لله بعمل الخير (مت 12: 12)، والتعامُل مع وصية الله بروحها لا بظاهرها. والذي كان يتكلَّم هنا هو ”رب السبت“ (مت 12: 18؛ لو 6: 5)، ومَن هو ”أعظم من الهيكل“ (مت 12: 6)، ولا تُرضيه العبادة الشكلية، فهو إنما يريد «رحمة لا ذبيحة» (هو 6: 6؛ مت 9: 13؛ 12: 8،7).

+ ولما انتقد الكتبة والفرِّيسيون تلاميذه أنهم «لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزاً»، وصفهم بالرياء، واستعاد نبوَّة إشعياء عن ديانتهم الباطلة، إذ يُردِّدون الكلام بالشفاه ولكن القلب مبتعدٌ عن الله بعيداً، ويتمسَّكون بتقليد الناس ويتركون وصية الله (إش 29: 13؛ مت 15: 7-9؛ مر 7: 6-8). كما قال أيضاً: «ليس كل مَن يقول لي: يا ربُّ يا ربُّ، يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات» (مت 7: 21).

+ والرب شدَّد على تصحيح رؤية الفرِّيسيين من جهة النجاسة الخارجية المادية، مُبيِّناً أنَّ ما يدخل الإنسان (طعاماً) لا يقدر أن يُنجِّسه، وإنما هو ”الذي يخرج من الإنسان“، سواء في ذلك الكلمات، أو الأفكار الشريرة بأنواعها، وهو ما لم يفطنوا إليه (مت 15: 11؛ 18: 20؛ مر 7: 18-20).

+ ولمَّا تحوَّلت أمور الذبائح من ارتباطها بالتوبة والندم عن الخطية وتقديم الشكر لله، وصار تقديم الذبيحة فعلاً آليّاً لا روح فيه، كما صارت الذبائح تجارة رابحة وانقلب هيكل الله إلى سوق للبيع والشراء؛ هنا تصاعدت غيرة الرب، وطرد باعة الغنم والبقر والحمام وقَلَبَ موائد الصيارفة(3)، وهو يقول: «مكتوبٌ: بيتي بيت الصلاة يُدْعَى (لكل الشعوب/ الأُمم) وأنتم جعلتموه مغارة لصوص» (إش 56: 7؛ إر 7: 11؛ مت 21: 13،12؛ مر 11: 15-17؛ لو 19: 46،45؛ يو 2: 14-17)؛ ساعتها تذكَّر تلاميذه المكتوب: «غيرة بيتك أكلتني» (مز 69: 9).

+ وهو صبَّ الويلات على مُعلِّمي الناموس، الذين وصفهم بالقادة الجُهَّال والعميان الذين يقولون ولا يفعلون (مت 15: 14؛ 23: 19)، وأنهم كالقبور المُبيَّضة من خارج ومن داخل مملوءة عظام أموات، وذلك لمسئوليتهم عن تضليل الشعب وقيادتهم إلى الهلاك (مت 23: 13-35). وقال في رَفْضهم مَثَل ”الكرَّامين الأردياء“ (مت 21: 33-45؛ مر 12: 1-12؛ لو 20: 9-19).

+ والرب بيَّن أنه ليس عند الله محاباة قائلاً للذين يظنون أنهم أَبرُّ من غيرهم: «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» (لو 13: 5،3)، وأكَّد على أنَّ الله هو رب الكل. وهو واجه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب بالقول: ”إنَّ كثيرين من الأُمم، بل والعشَّارين والزواني يسبقونهم إلى ملكوت الله“ (مت 8: 11؛ 21: 21). والرب قَبِلَ إيمان قائد المائة الروماني (مت 8: 5-10؛ لو 7: 2-10)، والمرأة الكنعانية (مت 15: 21-28؛ مر 7: 24-30)، والسامرية وأهلها الغرباء (يو 4: 29، 39-43)، مُبيِّناً أنه قد جاء للجميع.

+ الأعياد اليهودية في نور العهد الجديد:

لم تكشف الأعياد اليهودية في وقتها غير بُعْدها الظاهر المرتبط بالأحداث التي مرَّ بها الشعب اليهودي وممارساتهم الأرضية. فخروجهم من أرض مصر وعبورهم البحر الأحمر بتدخُّل إلهي مُبهر، ورعاية الله لهم خلال مسيرتهم في برية سيناء لأربعة عقود؛ أفرز أعياد الفصح والفطير والمظال والأبواق والكفَّارة، وارتبط عيدا الباكورة والحصاد (الأسابيع أو الخمسين) ببركات الأرض ووفرة غلاَّتها. وكلها تقصد تقديم الشكر له، وطلب الغفران، وتذكُّر أعمال الله ومراحمه.

ولكننا نلمح في نبوَّات الأنبياء ما يكشف عن الآفاق البعيدة لهذه الأعياد. وأنه بمجيء الرب في الجسد، يظهر ما كان محتَجَباً، وتكتمل أبعادها المتوارية التي لم يُدركها إسرائيل.

وقد شارَك الرب في كل الأعياد، فكان بتعليمه وممارساته، وما جازه في النهاية من آلام وموت وقيامة، النور الذي سُلِّط عليها، ففسَّر ما أحاط بتأسيسها من مُلابسات وما حوته من رموز.

1. بين خروف الفصح وذبيحة المسيح:

تتعدَّد أوجه الشَّبَه بين خروف الفصح وذبيحة الصليب. فبحسب أَمْر الرب يكون خروف الفصح «شاةً صحيحة ذكراً ابن سنة (أي فتيّاً لم يَشخ)» (خر 12: 5). ومكتوب عن المسيح: «كشاةٍ تُساق إلى الذبح... فلم يفتح فاه» (إش 53: 7). ويوحنا المعمدان، الملاك المُرسَل كي يُهيِّئ الطريق قدَّام الرب (ملاخي 3: 1؛ مر 1: 2) لمَّا نظر يسوع مُقبلاً إليه، قال: «هوذا حَمَلَ الله (الحقيقي) الذي يرفع خطية العالم» (يو 1: 29). وكتب عنه القديس بطرس في رسالته الأولى: «عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تَفْنَى... من سيرتكم الباطلة... بل بدمٍ كريم، كما مِن حَمَلٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح» (1بط 1: 19،18).

فالرب هو الذي يرمز خروف الفصح إلى ذبيحته. فالمسيح ابن الله كان بلا عيب، وهو القائل: «مَن منكم يُبكِّتني على خطية» (يو 8: 46)، وهو «الذي لم يعرف خطية» (2كو 5: 21). وهو بعدُ شاب في مقتبل عمره، سِيق مُوثقاً إلى المحاكمة (لو 22: 54؛ يو 18: 12) وحَمَلَ صليبه (يو 19: 17) الذي سُمِّر عليه.

وبحسب أَمْر الله، كان على الخروف أن يبقى تحت الحفظ من اليوم العاشر إلى الرابع عشر من الشهر ثم يُذبح. ومعروفٌ أنَّ المسيح دخل أُورشليم في اليوم العاشر في موكب حافل، وظل يأتي نهار كل يوم إلى الهيكل يُعلِّم (لو 19: 47؛ 20: 1؛ 21: 37). واحتفل بالفصح مع تلاميذه ليلة الجمعة (مساء الخميس حيث يبدأ الفصح)، وتمَّ صلبه ظهر الجمعة في ذات نهار عيد الفصح، وهو الحَدَث الذي جعلته السماء حَدَثاً كونياً باحتجاب الشمس في رابعة النهار لثلاث ساعات، فتطابَق الرمز مع تحقيقه بحسب الترتيب الإلهي المُحْكَم (يو 18: 28؛ 19: 14،13).

وكما كان خروف الفصح يؤكل مشويّاً بالنار مع فطير على أعشاب مُرَّة (خر 12: 8)، ودون كَسْر عظامه (خر 12: 46؛ عد 9: 12)؛ هكذا جاز الرب نار آلام ساحقة. وهو ذاق خلاًّ ممزوجاً بمرارة قُدِّم إليه، ولكنه لم يُرِد أن يشرب (مت 27: 34)، ولكن مرارة العذاب كانت أقسى من أن تُحتَمَل. وبينما تمَّ كسر سيقان اللِّصَّيْن كي يُعجِّلوا بموتهما، لم يكسروا ساقَي المسيح «لأنهم رأوه قد مات» (مز 34: 20؛ يو 19: 33،32، 36). وقد أُنزل المسيح مِن على الصليب بعد الساعة التاسعة من يوم الجمعة، وهو ما كان مطلوباً أيضاً من الإسرائيليين ألاَّ يُبقوا من خروف الفصح إلى الصباح (خر 12: 10).

وإذا كان بدم خروف الفصح على أبواب بيوت العبرانيين نجاتهم من الملاك المُهلك الذي أمات أبكار المصريين (خر 12: 13)؛ فهكذا كان بدم المسيح المصلوب، فصحنا الجديد، غفران الخطايا وخلاص المؤمنين من الموت الأبدي: «لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا» (1كو 5: 7)، «إذ محا الصَّكَّ الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدّاً لنا، وقد رفعه من الوسط، مُسمِّراً إيَّاه بالصليب» (كو 2: 14)، «ورأيتُ فإذا في وسط العرش... خروف قائم كأنه مذبوح» (رؤ 5: 6)، «وهم يترنَّمون ترنيمةً جديدة قائلين: ”مُستحِقٌّ أنت أن تأخذ السِّفْر وتفتح ختومه، لأنك ذُبِحْتَ واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمَّة“» (رؤ 5: 9).

على أنَّ احتفال المسيح بالفصح القديم لم يقف عند أَكْل الفصح ليلة الخميس، وإنما أسَّس الرب على نفس المائدة سرَّ الشركة والشُّكر، واسْتَبَق به أحداث الصليب، وقدَّم جسده ودمه إلى تلاميذه، الذي دخل به نهار الجمعة إلى الأقداس فصنع فداءً أبدياً، ولكي يظل حاضراً في كنيسته كل يوم عيداً مُتجدِّداً ممتدّاً إلى مجيئه الثاني، حين نشربه جديداً في ملكوت أبيه (مت 26: 29). هكذا صارت ذبيحة الإفخارستيا الفصح الجديد الذي نأكله بديلاً عن الفصح القديم، والدمُ الذي خضَّب العتبة العُليا والقائمتَيْن نشرب مُقابله دم العهد الجديد الذي يُطهِّرنا من كل خطية، ويُثبِّت الرب فينا ونحن فيه. وامتدَّت أبعاد الفصح الجديد، ففي كل مرة نأكل جسد الرب ونشرب دمه، نحن نُبشِّر بموته، ونعترف بقيامته، ونحفظ ذِكْره إلى أن يجيء في اليوم الأخير.

وكما كان غير مسموح للغريب أو النجس أو الأغلف أن يأكل من الفصح (خر 12: 48،43)؛ كذلك لا تسمح الكنيسة لغير المعتمد أو المستهتر أن يتقدَّم إلى مائـدة الإفخارستيا: «إذاً أيُّ مَن أَكَلَ هـذا الخبز، أو شَرِبَ كأس الرب، بدون استحقاقٍ، يكون مُجرماً في جسد الرب ودمه... يأكل ويشرب دينونةً لنفسه، غير مُمَيِّز جسد الرب» (1كو 11: 29،27).

2. المسيح وعيد الفطير:

معروفٌ أنَّ الخمير يرمز إلى الخطية، وبالتالي فالفطير يرمز إلى النقاوة والتجرُّد من الفساد. ومع بدء عيد الفطير في اليوم التالي للفصح كان المسيح في القبر، ويترتَّب عليه أنه لم يحتفل بعيد الفطير ذي الأيام السبعة. ولكن، واقع الأمر، أنَّ المسيح كان الفطير الحقيقي: «الذي لم يفعل خطية ولا وُجِدَ في فمه مكر... الذي حَمَلَ هـو نفسه خطايانـا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبرِّ» (1بط 2: 24،22). وهـو لأجل برِّه صار مؤهَّلاً أن يحمل خطايا الكثيرين ويشفع في المذنبين (إش 53: 12)، بل إنه جُعِلَ «خطية لأجلنا، لنصير نحن برَّ الله فيه» (2كو 5: 21).

وفي تعليم العهد الجديد ارتبط الخمير بالرياء والشر(4): «انظروا وتحرزوا لأنفسكم من خمير الفرِّيسيين الذي هو الرياء» (مت 16: 12،6؛ مر 8: 15؛ لو 12: 1). ويكتب القديس بولس في هذا الصدد: «إذاً نقُّوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطيرٌ. لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا. إذاً لنُعيِّد، ليس بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخُبث، بل بفطير الإخلاص والحق» (1كو 5: 8،7). فالفطير لا يرمز فقط إلى شخص الرب، وإنما أيضاً إلى كل مؤمن اعتمد لموت المسيح، وتحرَّر من أَسْر الخطية.

(بقية المقال العدد القادم)

دكتور جميل نجيب سليمان

(1) ومعروف أنَّ الملك سليمان بن داود (الذي تراءى له الرب مرتين) أمالت قلبه النساء الغريبات وراء آلهة أخرى، وعمل الشر في عينَي الرب الذي عاقبه بتمزيق مملكته إلى اثنتين (1مل 11). وصار عبده يربعام ملكاً على إسرائيل ذات الأسباط العشرة، ووضع عجلَيْن من الذهب في بيت إيل وفي دان آلهة بديلة، وصيَّر كهنة من غير اللاويين؛ بل إنه ابتدع عيداً في الشهر الثامن في اليوم الخامس عشر (مقابل عيد المظال) (1مل 12).
(2) شفاء مريض بركة بيت حسدا (يو 5: 1-9)، شفاء المرأة المنحنيـة (لـو 13: 10-17)، شفاء رجل بـه شيطان (لو 4: 31-36)، وشفاء حماة سمعان (لـو 4: 39،38).
(3) وكان إخراج الرب للبقر والغنم من الهيكل إعلاناً ضمنياً مُسبقاً على انتهاء دور الذبائح اليهودية التي استحال بالأكثر تقديمها بخراب هيكل أُورشليم وحتى اليوم.
(4) من هنا فإنَّ قربانة الحَمَل في سرِّ الإفخارستيا في كنيستنا تكون من خبز مُختمر، لأن الرب حمل خطايانا في جسده (عب 9: 28). وبدخول الخبز المعجون في التنُّور (الذي يرمز إلى آلام الرب)، فإنَّ الخميرة (أي خطايانا) تحترق وتسقط، وتنضج القربانة فطيراً نقيّاً بعد أن سمَّر الرب خطايانا بالصليب (كو 2: 14)، واغتسل كل مؤمن تائب بالدم الكريم.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis